recent
أخبار ساخنة

احاديث لا تثير الجدل / حيدر غراس

احاديث لاتثير الجدل
............ 
لأحدثكم عن سهر الأسماك، عن (الأجلبنگ) بطقطقة خرزات مسبحة عمو (داخل حسن)
ولنرقص جميعاً رقصة الخناجر عند مشارف(الگاولية) وهي تطق ألأصابع رأس برأس، 
ونعتذر لأم (ساجدة عبيد) حين كسرت الشيشة..لنخبرها مازالت (المدلولة) ببحة ابو خالد(سعدي الحلي) 
لاأنكر كم أنا (وهواسي) وأن تطلب الأمر أنفاس أخيرة.

أمس في سوق(الجمعة) لم يبكيني المشهد، اب يبيع شاشة التلفاز، ومن خلفه صغير ينادي لابابا لم تنتهي بعد
أخبار الشهداء...

اتسأل كثيراً بين نفسي لو نهضت صباحاً ولم أجد في المكتبة كتاباً أو مجلة أو جريدة ماذا سيحدث هل أشعر بالخسارة قطعالاشيئ..
كذلك أترك السؤال أليكم..؟ 

لأحدثكم عن الكرسي تتفقون معي انه أثمن وأهم الموجودات ولاشي أخر يدانيه رفعة وسمو وهيبة هل تنكرون أية (الكرسي) 

لأحدثكم عن الطفلة النحيلة المنزوع شعرها بفعل حقن الكيمياوي، كيف تدق كازها في باب دكان بائع الملابس المستخدمة(البالات) وتتوسل أمها بشراء  فستان احمر يكبرها كثيراً لألمح دمعة تترقرق بعين البائع وهو يقدم إليها الأثواب واحد واحد دون جدوى..! 

لأحدثكم  حديث الجدلية الأزلية بين ابي وأمي وكيف تأخذ ابعاد كونية وتدور بأفلاك سديمية، 
توغل حد الا متناهي في رؤيا ميتافيزقية وتشظ كثيراً بسريالية عالية الوقع بأبعاد ثلاثية وورباعية وفي بعضها اكثر من ذلك بكثير، لتشعرك انك مازلت تحبو أول خطاك في عالم لا قرار له،
هذا الزبد المتطاير ينبئك ان ثمة عاصفة ثلجية تكتسح الأجواء ليلفظ البحر اخر اسماكة النافقة على طول ساحل ممتد من عتبي بابي المطبخ وباب الأستقبال الطويل،
كم الأذرع المشمرة أكمها حتى الرسغ الملكوتي الأسمر توحي بأن حشد من القبائل الهمجية عثرت تواً على غريمها الضائع بين غابة استوأية اكل مطر حامضي مالح الكثير من اعشابها الزرقاء،
قبائل من الزنج يعلوا اوار نقيرها مع كورال صاخب بأصوات لأطباق مهشمة في مطبخ ذا ارضية سيراميكية تنزلق معها افتراك راحات الاقدام المسطحة والمكورة بعروق نافرة تذكرك بساق نخلة جن جنونها بعد موسم حصاد خائب..
يتعالى هذا الصهيل ليصل مداه طوابق علوية هارباً من فتحات الشبابيك حيث شورارع ينعق فيها ليل نهار باعة خردة الأحلام..
تعود الجدلية العقيمة للمشهد ولكن بوقع سفسطائي مجرد هذا ماتخبرنا به شفتي ابي التي فترت بعد نفث اخر غيمة من سيجارته المجعوصة بوجع كبير..
ثمة هدوء حذر يطوف في المكان وتربص بأعين بلل بعض الدمع اهدابها وجعدة جبين سماوي نقش الرب عليها ابداعات ازميل التكوين..
الغلبة ياتري لمن..؟
وقد عادت بوادر السلام تستحل العشب الأخضرفي حديقة الدار الصغيرة، وثمة غمزات واشارات لا نُدرك كنتها لليوم...
.
.  

.. 
...... حيدر غراس.. العراق
google-playkhamsatmostaqltradent