recent
أخبار ساخنة

قراءتي في مهرجان المربد...عباس ثائر

قراءتي في مهرجان المربد

١-
رؤيةُ الأشياءِ بعين أخرى
 
حين ائتمنهم على نفسهِ
عادوا بقميصهِ
كان لا ينقصهُ زرٌ، ولا أثرٌ يشير إلى موتهِ..
قميصٌ مفرغٌ من العظامِ، والدمِ واللحم،
إنه يفتقرُ لرائحتهِ فحسب.
هكذا هو الإنسانُ، مما تبقى من عطرهِ تستطيعُ أن تُرجَعَهُ للحياة.
                 
٢-
حياةٌ تفضي الى الموت.

واحد تِلْوَ صاحبهِ،
يسقطون
كما لو أنهم اسنانُ آبائِهم.
لا شيءَ يحدثُ هناك،
سوى أن أناسًا أرادوا أنّ يُصبحوا طيورًا دون أن يستشيروا مصائِرَهم!
ما الضيرُ أن ماتوا؟
أليس المصنع يعمل؟
ما الضيرُ أن جاعوا؟
أليست الجنة تُشبع؟
 

٣-
آدمُ على أرصفة الذاكرة
 
كنا نفهمُ الحياةَ أرجوحةً تهزُّها الطّفولةُ بالضَّحِكاتِ،
وكشعور مباغتٍ في النُعاس قطعتِ الحكمةُ خيوطَها
يا لها من مرارةٍ أن يستيقظَ المرءُ من أحلامِه مالئاً يديْهِ بالفُراغ
يا لها من مرارةٍ أن تكونَ نُطفةً في صلبِ رجلٍ
قتلَ أخاه، ثمّ تكون؛ ليكونَ لكَ أبناءٌ، يُصبحونَ أباءً، وهكذا تُصبحُ العائلةُ معملاً لصُنعِ القتلة.
في الأمسِ، هشّمَ قابيلُ رأسَ أخيه؛ فماتَ آدمُ.
كيف ماتَ؟ هل حُزناً؟
الآباءُ يموتون بطرائقَ لا تشبهُ موتَ الآخرين.
حوّاءُ اكتفتْ بالجنون موطناً،
فصار إرثاً للنّسوةِ اللّاتِي استبقهنَّ أبناؤهنَّ.
أمّا الغرابُ فتنكّرَ لحكمتهِ، فضحَ سوْأةَ أخينا، وعيَّرَ الإنسانَ بالذُّلِّ.
هابيلُ بلا قبرٍ.
قابيلُ يُعلّمُ أبناءَهُ
طرائقَ الموتِ والتّوبة.
حوّاءُ، بثوبٍ ممزّقٍ، يطارِدُها الأطفالُ في الأزقّةِ
آدمُ مرميٌّ على أرصفةِ الذّاكرةِ.
قابيلُ، هذا الضّلعُ لآدمَ
أقتلتَ أباكَ؟!
google-playkhamsatmostaqltradent