وَرَقَاتٌ طَارِئَةٌ
ورقَةٌ 01
شاعرٌ رجيمٌ
يتفكّكُ على عتبةِ المعنَى
و غَياهِبِ غياب النّبيذ
ورقَةٌ - 02
شاعِرٌ سامُوراي
قطعَ بضربَةِ حَرْفٍ
عُنُقَ الكلامِ
و ذهبَ كما ظهرَ في الظّلامِ
ورقَةٌ -03
لا أرضَ "جلعاد" تحْتَمِلُ خَيمَةً
لا ذئابَ كنْعان عَوتْ في مواجِعَ اللّيْلِ
لا واحدًا من "اليبوسيِّين"
ممَّنْ انْحدرُوا من جبلِ الكرمل
أنصُتُ لأحبارٍ
وكنتُ أدُسُّ في المخطُوطِ
بعضًا من نشيدِ إنْشادٍ
ورقَةٌ -04
اعْرِفُ قوّافَ صَحْرَاءٍ
يقول إنَّ النّجْمَ الثّاقِبَ
في عِزّ القَيْلولَةِ
مُخّ عَظم الدُّنْيا
نبحتْ كلابٌ حول رِمَمِ الشّعْرِ
كان يذودُ بعَصَاهِ
عن الأَخْفَشِ وسيبويْه
كان يلْقّمُ حجرًا في فمِ المعْنَى
و حينما أيْنعَ القصيدُ
جَزّ رأسَ اللّغةِ
و سمّاهَا وحْيًا مُنزَّلًا
من ضجيجِ الماءِ
أعَدَّ لهُمْ ما تيسَّرَ من مِقْصَلةٍ
كان يتقدّمُ الجنازةَ
و يكفكِفُ دمعَ الرّمْحِ
الذي سال مِنهُ دَمُهُ
ورقَةٌ - 05
لا طلاجا يُؤاخي بين فرْدتَيْ الرّحَى
لا شكِيمةً أو حتّى لِجامًا
لا قبْرًا يليقُ بالنّاسُوتِ واللّاهُوتِ...
تكتظُّ النّواويسُ دون عويلٍ أو مشيَّعِين
سِرداقُ العزاءِ يعشّشُ في عتباتِهِ سديمٌ عَاقِرٌ
مِن أحْمالِ النّارِ ومِن عبثِ الرّمادِ
ورقَةٌ -06
لا نبيذَ لي،
سأَفتضُّ مجلِسَ بَني ساعِدَة
أعْصِرُ خمْرِي مع النبيّ صالِح
و أقِيمُ العَزاءَ في ناقَتِه ...
لا نبِيذَ لي
سوى ما تركَ لي الأوَّلُون
في الجرابِ من موَانِعَ
ورقَةٌ -07
مِسكينٌ أنت يا صالِحُ ،
عقروا ناقَتَكَ
و استباحوا ضرْعَها ،
نبيًّا كنتَ دون وحْـيٍ
أو كتابٍ
ورقَةٌ -08
الآن أُعْلِنُ سِرِّي الأخيرَ
الخمرُ ما عاد يُسْكِرُني
الذّاكِرةُ نسيجُ عنْكَبوتٍ
القلبُ حديقةٌ دون عُشّاقٍ،
انبريْتُ اَبْكِي على وَجَعٍ
واضِحٍ في الشّوارِعِ
ألقيْتُ قصيدتي على أعتابِ حزْنٍ قديمٍ
ردّدَ الصَّدَى ألَمِي
احْتضَنَنِي نِدائِي وصوْتِي
لسْتَ وحدَكَ قالَ
معك الوردةُ والزغاريدُ...والدّمُوعُ
جمّعْتُهمْ في حُضْني وضربْتُ لهم خيْمةً في عَرَاءِ الرّوحِ
ورقَةٌ -09
من وحْيِ قوْلٍ للسَّموْألِ بن غريض*
السموأل بن غريضٍ بن عادِياء بن رفَاعَة بن الحارثِ الأزْدي ،،،
الأبلقُ حجرا حجرا صاغَ الحِصْنَ دون تفعيلةٍ ليبْقَى،
وسقَطَ ،،،
شقيقُك سغْية رمى الحروفُ على الرّمْلِ
فبَانَ امرُؤُ القيْسِ و ذابَ
دمُ ولدِك يا السَّمَوْأل مازالَ يقْطُرُ من رمْحٍ
ذات حرْبٍ و كنتَ أكبرَ من النّحيبِ
قلْ ما نشِب في جِلْبابِك من معْنًى
و لا تتْرُكْ حِصْنك يسقُطُ هكذا ،،،
الأبلقُ ما عاد يُحصِّنُ خُمُورك
و الله خرجَ من حيْثَ أتاك لتَصْمُتَ
قفْ قليلا عند شاهِدتِك التي أكَلها ذئْبُ النِّسْيانِ
و قريضا قلت ليعلّقَ مشْنوقًا
بين ضادٍ وضدٍّ يرمقُ منجَلَه
يعبثُ بما بزغ في الحكايا بعدَكَ
*"إذا المرءُ لم يدنِّسْ من اللُّؤْمِ عِرْضَه === فكلُّ رِدَاءٍ يرْتدِيه جَميلٌ"
السموأل
ورقَةٌ -10
يا نَزَقَ الشّعراءِ
حَفَدَةَ الشّياطين
أبناءَ ضجيجِ المفْرَداتِ
وعرْبدَةِ الحانَاتِ
أبناءَ سُلالاتِ الدَّمِ الملْعونِ
انتبهوا للوطنِ
إِنّهُ ضاجٌّ في حِبْرِكُمْ
