" متاهة بابل "
هلْ عليك أن تُخْبرَني
كيف استيقظت في فراشِ بابل
وايُّ حديقةٍ طارتْ اليها فراشاتي
وايُّ سِتارٍ أُسْدِلَ على لقائِنا الشفاف
والحربُ تتغطى بالشعاراتِ
والايامُ الداميةُ تنفرُ دمي
فلحمي النيّءُ لم يتشظَ بعد
هكذا قذفتني بغدادُ دونَ تذوق
نحو متاهةِ بابلَ وفراغاتِها الرمادية
بفرشاةٍ ملوثةٍ رسموا ملامحي
اخْبِرْني ...
كم لزمَ الربُ طينا مفتعلا لينْحَتَنَي
وفاصلٌ مشوشٌ
تهربُ منه شتيمة
واسمٌ وُشِمَ بالهجرةِ نحو المجهول
اجِبْني عن إكتظاظِ الاسئلة
وهي تتوسد
ليليَ
وضياعيَ
وغرقي في فراشي
وحَيرتي
لإيِّ مدينةٍ انتمي ؟
وايِّ اقدامٍ مرت فوق ذاكرتي
أ هي للسوقِ حيثُ الفجيعةُ الأولى
حيثُ طائراتُ اللصوصِ تزلزلُ أطرافَ اصابعي
ويثقبون أُذني بالطلاسمِ ولا احدَ يشتري مني اقراطا على هيأةِ غيمةٍ تلوذُ فيها عيونُ الصدفة
أعني على شدِّ أهدابي ببعضها
وردمِ اجفانِ عيوني لكي لا تفرُّ منها لصوصُ الصور
والروحُ تَرّجُني بصُراخٍ مشطوبٍ من راحةِ يديي
وقارئةُ الفنجان تضجُّ بالضوءِ كهيأةِ جرادةٍ
مدسوسةٍ بالاستجوابِِ المالح
تضع اقدامَهَا على جُرحيَ الاخضر.