recent
أخبار ساخنة

( حميد حسن جعفر ) يكتب عن --كريم جخيور --في كتابه الشعري --ربما يحدق الجميع -- ( القبض على القصيدة /القبض على ارابسك الحياة )

( حميد حسن جعفر ) يكتب عن --كريم جخيور --
في كتابه الشعري --ربما يحدق الجميع --
    ( القبض على القصيدة /القبض على ارابسك الحياة )

   (( خامسا ))   
                     القاريء سيجد أن العديد من هذه القصائد تستند بالأساس على قدرة السؤال على إنتاج الأسئلة، و لعدم وجود علاقة دالة على وجود بنية السؤال فإن القاريء و بالتعاون مع النص، سيجد أن السؤال /الفعل الذي يريد الشاعر إطلاقه لا يتحرر، غير قادر على الخروج من قمقم القراءة، بعيدا عن قدرة القاريء نفسه على محاكمة النص، على تجميع شذرات القصيدة، تلك التي بين يدي الشاعر تتحول إلى مجموعة شظايا، ،لم تالف تجمعا، كما الذي هو عليه، فوحدة النص تعتمد بالأساس على اشتغال الشاعر على الإتيان بالفسيفساء، على اتخاذ فن التطعيم و الزخرفة، مبدأ لكتابة النص الشعري، فهو غير منشغل بمايحيط به من كليات ،بل إن اهتماماته منصبة على الجزئيات الواقفة خارجه والتي لا يمكن صناعتها إلا من خلال المخيال المستند على معارف و أزاحات وبحث، إلا أن متابعة فاحصة للعديد من القصائد التي تعتمد 
(( اللازمة ))أو تكرار المطلع الشعري )) الجملة أو الكلمة أو المفصل، مثل :
  خيانات كونية. .........ص32 ربما يحدق الجميع. ..........ص19 
   (( ؟ )).................ص51 أقول الكون و أشير إليك ...ص53 
   هذا هو انت. ..........ص61       
  وسط قراءة لهذه القصائد قد يتشكل لدى القاريء تصورا آخر يقف بالضد من تصور الشاعر، فتصور المتلقي ---وهذا أمر جائز --يعتمد على أن الكتابة عبر هكذا تراكمات عمل ينتمي إلى البناء التراتبي /التراكمي، 
و التراتب لفظة تدل كثيرا على التدرج الوظيفي، الذي لا يعتمد على تجاوز الفعل الوظيفي المعتمد على المنزلة /المكانة، 
إلا أن الواقع الشعري يقول غير هذا، إذ أن الشاعر يعتمد بالأساس --- و ضمن عملية التكرار هذه --على ما يزيد من احتمالات صناعة الحرائق وسط غابة من اليباس، إذ أن وجود بعض البذور المنتجة للمستقبل هو وحده الذي من الممكن أن يشكل الكثير من الأعذار، من أجل حرق الغابة، و تحويل رمادها إلى مادة للحياة الجديدة، 
 أن طير العنقاء هو الغابة الجافة /الكسولة ذاتها، ،ومن أجل أن ينتج الواقع الخامل واقعا مغايرا عليه أن يضحي بما تبقى لديه من مفاصل كانت منتمية للحياة، 
  أن كلمة --الخيانة --التي وردت اثنا عشر مرة في قصيدة --خيانات كونية ---ص33 و --حرف السين --الذي يسبق كلمات مثل ---أدعو /ادلهم /اقول ---فقد ذكرت تسع مرات، و عبارة ---هذا هو انت --ذكرت ست مرات، في قصيدة --هذا هو انت ص59 
و كلمة --نسأل --في قصيدة --ربما يحدق الجميع --ص91،ذكرت عشر مرات ،
أن كلا من هذه المفاصل من الممكن أن تشكل جانبا من منظومة الحفاظ على تشكيلة الوطن، و تشكيلة الانسان، مع محاولة صناعة علاقات جديدة، قد لا تنتمي إلى الماضي بكل تشكيلاتها، 
التكرار هذا لا يمكن أن يكون منتميا إلى فضاء الاجترار ،بل إنه يشكل حالة من التأكيد، وإثارة انتباه القاريء، و الحفر عميقا في تربة القصيدة، وصولا إلى مساحات قد تكون مرتبطة بالنسيان أو الإهمال، و بالتالي فإن محاولات الشاعر في استنفاد قدرات التكرار وضمن قصائد محدودة، هي محاولة للكشف عما من الممكن أن يشكل الجوهر، ،أو ما يمكن أن يكون منحازا إلى الشعر، بل إلى ماء الشعر، 
و إذا ما كانت هناك قصائد قد تكون مصدرا لكتابة قصائد أخرى فإن ---ربما يحدق الجميع --تعمل على أن توفر للقاريء حالة مغايرة، و ذلك عبر ما يمكن أن يسمى بالقراءة المنتجة للقراءات، إذ أن كثيرا ما تنتج القراءة حالة شحذ و دفع و كشف لمجاهيل حياة النص، و بالتالي فإن القاريء سيكون واقفا تحت سلطة ضرورة الكشف عما لم يكتشف، وبذلك تكون القراءة اللاحقة هي قراءة مختلفة عن القراءات السابقة ،
فن القراءة هذا بحاجة إلى قاريء صبور، قاريء منتج، قاريء يشكل مع --كريم جخيور --ثنائيا مبدعا، أنه القاريء --السوبر --

يتبع
google-playkhamsatmostaqltradent