كنتُ في العاشرة من عمري
حين أخبروني عن الحب
وعن البلاد الذي انتمي إليها
كان يوماً سعيداً
مثلَ تحول دودة القز الى فراشة خضراء
كنت قبل هذا
مثل طيرٍ هائمٍ
بلا أرض ولا وطن
لا حدود ولا تقاليد
لا أعرف الموت ولا الحياة
كنت اشعر أني كائن أبدى
يستوطن هنا منذُ الاف السنين
في هذه الغرفة الرثة
حيث المياة الراكدة بالقرب منها
والصراير البنية التي تتجانس فوق يدي
وأنا طلق وسعيد
مثل حفنةٍ من الكفرة
يفرحون بعد الانتصار بحروب جاهلية
آه ياصديقي
ثمةَ عمراً توقف
دون أن يسير بي
توقف ليعيش الآن
بينما العالم يتطور أسرعَ من الضوء
والبشر يتكاثرون أكثر من الحيوانات
ويتقاتلون مثلها
أما أنا ثابت كنبتةٍ في كهف
لا تُأثر فيَّ العاصفة
ولا تتحرك مشاعرها عندها طلوع الشمس
لذا أنا ولدتُ في العاشرة
ومتُّ في العاشرة من عمري أيضاً
وهذا لا يزعج أحداً
ولا سيء إلّا على الطفل الصارخُ في صدري
الطفل الذي كلما أردَ ان يخرج .. مات
وعاد طفلاً من جديد