recent
أخبار ساخنة

توابيت مخنوقة / ميمي اوديشو

كانت جائعة تبحثُ عن مأوى
وكنتُ هناك أبحثُ عمن يقايض الثواب براحة البال 
أو من يبني لي منزلا بالابتهال 
حاولتُ تجاوز رتل الشموع و القرابين أمام مقر التوفيق دون جدوى 
الطريق بيننا مزدحمٌ بتوابيت مخنوقة كلٌّ يشيّعُ حلماً أو أكثر 
وصلتُ إليها بعد أن مرّ موكبٌ حكوميٌّ بسياراتٍ منجلية تحصد الورود التي تعترضها 
-هل تعرفيني ؟ سألتها 
ابتسمت و أرخت وجهها و قالت : 
و أعرف قريتك ، عائلتك و أمك 
رددتْ أسماء ليس غريباً أن تعرفها 
كأرملة العم (جان) و ابنة العم (نينوس)التي لم تكبر كما كبرنا 
لكن بقيّة الأسماء ؟ ممم 
كان غريبا جداً أن تعرفها
فخالتي كانت نهر عائلة ارتطمت مويجاته بصخور انجاب و جذور موروث 
و أمي كانت تخبر الأمل صباحا و تعجن الأسى عصرا 
زوجة عمّي  تطهو الصمت ظهرا 
و يطهو عمّي خنوعنا ليلاً 
قاطعتْ دهشة أفكاري و قالت: أنا جائعة 
و كعادتي الآشورية في الضيافة قلت: 
أيّ شيءٍ تحبيه سأخلقه لك في الحال  
قالت :قلبك 
 (مدّ الاستغراب يديه لمقلتيّ يوسّع الحدقة لأقصى الفزع )
نعم قلبك -استرسلت- 
أريده مطهوّاً بالاشتياق 
مغمساً بالتساؤلات . 
لأولِ مرّة بعد عمرٍ كامل قضاه القلب يركل أضلعي متمردا على الحكمة، 
 توسّل الحماية من العقل
فكان الجواب عاجزا 
عاجز كأي طفلٍ أمام مغتصِبه المقدّس تشلّه الصدمة
عاجز كتبريرات الكهنة لهول الخطايا و فرز النوايا وتوزيع الرزايا  
كانت تلك الوحدة 
و كنت أنا 
المذعورة تتخللني بسمتها الخبيثة 

              ميمي أوديشو
google-playkhamsatmostaqltradent