هذه اللّيلة موحشة جدا
موحشةٌ بما يكفي لشطب الأسماء جميعها
من سجل العائلة
سأكتفي بالقصائد اخوة لي
أختار منها اثنتين
عشر
عشرين
ربما واحدة تكفي لتكون أخا على سبيل المجاز
القصيدة التي كتبتُها في العام الماضي
طويلة جدا
لكني أحب سماع حفيفها كما لو كانت شجرة راقصة على أنغام الرّيح
الرّيح!!!
أمّنا الحنون
سألاعبها عند النهر
وفي الصباح أختار لها بعضا من أغنيات فيروز
هي تحبها كثيرا، أعرف ذلك
وفي المساء نعدّ المقالب لأخوتنا المتعبين
نكشفُ عن أجسادهم التي صارت كلماتٍ متّصلة
ونضحكُ طويلا
نضحكُ على هيآتنا التي لاتُشبهنا أبدا
ثم نوقد النار على الطريقة القديمة
أذكر إن أمي كانت توقد النار كذلك
كانت زاكية جدا
أقصد أمي لا النار
أذكرُ أيضا ...
أنها كانت توقظني خِلسة عن النخلة التي تكبرني ثلاث وخزاتٍ تامات
وللآن...
لم تكفّ عن وخزي الذي صار وشما في جسد الذاكرة
الذاكرة التي تركتُها هناك
في بيتنا القديم
لهذا ...
أنا وحيد جدا
وحيدٌ بما يكفي لشطب الأسماء جميعها
من سجل العائلة
.....
احمد حميد الخزعلي
بغداد
الساعة الثالثة بعد منتصف اللّيل ١١ - ١٠ - ٢٠٢١