recent
أخبار ساخنة

حانة التقديس - علاء ناظم

 حانة التقديس


يتهشمُ الزجاجُ ليكتظَ في ذاكرةِ المكانِ

وظلُ الشجرةِ يمشي للأعلى حتى يصلَ خصرَ التفاحةِ، لا تكسرْ الصمتَ ،الرحلةُ طويلةٌ وفمُ الأنتظارِ يقضمُ صوتَ الأمس ، مناديلُ الوداعِ 

تتصدرُ صحفَ الأخبارِ تحت جثةِ الوقتِ ،المومسُ تبكي لفراقِ الصدق وقت النشوةِ وجوعُ الخطيئةِ ، مثلاً ، أدمُ الذي لم يعرفْ كيف يكونُ النكاحُ ، حواءٌ تعلمهُ فنَ التقبيلِ ليزدادَ شراسةً في عصيانِ اللهِ ، يُقطَعُ الموعدُ حسبُ حجمَ الموتِ وجدارُ المقبرةِ يتكئُ على خاصرةِ القبرِ الذي يئنُ من فرطِ التوديعِ

           لا تتتحركْ ربما ذلك القطارُ البعيد يحملُ أخرَ فرصةً للأستشهادِ وصورةُ الطفلِ تقفزُ خوفَ الأب الذي يقفُ في الجانبَ الأخرِ من وجعِ الأمنياتِ ، تذكرْ البريدَ الذي يحملُ رسائلَ الأنبياءَ وهم يعقدونَ صفقةَ فسادٍ في حانةِ التقديسِ، كلُّ الكتبِ مسروقةٌ ، الكلماتُ كأسٌ من البولِ المتكررِ في طابعةَ الاحلامِ الرخيصةِ ،دعْ الأشياءَ في قعرِ الذاكرةِ ،ركادُ الدمِ يغلي لتتبخرَ كرياتُ الصلبانِ ،فوقَ غصنِ الغيمِ ينتفُ جناحُ الطيرِ العاري من قشرةِ اللامبالاتِ

           عندما يحينُ وقتُ العودةِ ، هشمْ نفسَك مثلَ زجاجِ الكنائسَ ، يعلوُ جوعُ الفقراءَ لينحرَ صوتَ التوبةِ ، ذلك الضوءُ في أخرِ اللحدِ ليس أملٌ ،بل أتقان لعذابِ المسافةِ بين الكونِ وذاتهِ الضيقةِ في عنقِ الزجاجةِ ، مالحةٌ وجوهُ الأنكساراتِ حتى ينغرزَ طعمُ الضغينةِ فيها ، والتعبً الملقى في سلةِ النفاياتِ تكريرٌ لموتٍ جديدٍ ، يتذكرُ نفسَهُ من يطعنُ خاصرةَ الكونِ بسيخ التوحيدِ المزيفِ ، وشعارُ السلطانِ الأبدي يصعدُ نحو اللهِ في كيسِ التموينِ .

          الرغيفُ المنقعُ في دمِ الخسارةِ ، ساعةٌ لم تقاومْ نفسَها في صلبِ الموعدِ ، حتى الهواء حين يكون ملعونًا ، يضعُ السلمَ بالمقلوبِ ،واقدامُ الرسائلَ حافيةٌ في عيونِ الرغباتِ المشنوقةِ ، أحمرُ الشفاهِ المهملُ بدايةٌ لدعارةٍ رخيصةٍ، لا تصعدْ سمَ الوداعِ  لأوكسجين الأيدي الهاتفةِ بالضياعِ ،صوتُ الميناءَ مكتومٌ بأشرعةِ الحالمين باللقاءِ القديم ِ .

          الرصاصةُ لم تعدْ حبلى وسريرُ الخيباتِ ينزلُ في دهليزِ اللذةِ ، لولبُ الأفكارِ يجهضُ الترحيبَ ، نفسُ الوجعِ لكنَّ الأبتسامةَ أقلُ خسارةٍ ، هكذا من غيرِ وداعٍ ، سفنُ المنفى تسافرُ عاريةً ومناديلُ المتعبينَ ، تبحرُ هناك ، اللهُ يقفُ وحيدًا خوفَ أن يجلدهُ سوطُ الأنتظارِ.

       لا تسافرْ وحيدًا ، التذاكرُ لا تتسعُ لموتٍ واحدٍ ، يمضي الرجلُ المكسورُ بألمِ النهرِ الذي لم يعدْ يجري خوفَ أنْ يشربَ القاربُ من وحدةِ التجريدِ، يدُ الخوفِ تقفُ بين الفأسِ ومقصلةِ المسافةِ .حتى الطريقُ يرسمُ لنفسهِ خطَّ العودةِ أملٌ بالضياعِ .

        أبي ، يتكسرُ الصوتُ في الطفلِ اليتيم ، وشعارُ السلطانِ يصلُ الى عرشِ اللهِ ،

فوق الكرسي يجلسُ منتصبًا ، وارتخاءُ الذقونِ يقفُ على بعدِ جثتينِ ، لا ، أبديةُ الأحلامِ لم تعدْ صالحةً للتصديقِ ، حتى العيونُ تعيشُ كذبةَ الخذلانِ، وجعُ الذاكرةِ طورٌ في موقدِ الحروفِ التي لم تطبعْ في ورقِ الشطآنِ ،حتى الموجُ لم  يعدْ يعرفُ مواعيدَ النجومِ ،

      تقدمْ للوراءِ ، أو تراجعْ للأمامِ 

حتميةُ الوجودِ ،وجودٌ مستنسخٌ ، الفرقُ بين الما وراءَ والأجلَ الذي يحدثُ دون علمِ الواقعِ ،هو أنسانٌ لم يتقنْ هضمَ النسيانِ ، البعدُ في مرآةِ النفسِ وجهٌ يتكسرُ في قبضةِ الأصرارِ .

تنادي كأنَّ الفجرَ يحلمُ انْ يكونَ ، لا تتركْ الخطواتِ في مهبِ العودةِ ، ربما يكونُ الانتظارُ موتاً لذيذاً، طعمُ الزرقةِ في لونِ البحرِ ، رسامٌ فقدَ عينيهِ ،وجعلَ من أنعكاسِ اللوحةِ أصابعَ عاريةً..


google-playkhamsatmostaqltradent