(نتفٌ من سيرة امرأة وحيدة )
يحزنها منظر الجدران
وهي تتصدع
بمرور الشَّجَن
....
ثمة ملعقة ثانية
في مطبخها
أصابها الغبار بالشَّلل
....
هي لم تشطر رغيفَ الخبز إلى نصفين
أبدا
وذلك أمر يؤلم شهية أصابعها
.....
لم ينتثر شَعرُها يوما إلا بفعل
هواء المروحة السقفية !!
...
سوى ظلها الرمادي
لم يصاحبها في الطريق
أي ظلٍّ أخضر
...
جرسُ بابها لا أحد يقرعهُ
لذلك قررت خلعَ الباب
والاحتفاظ بالجرس ِفقط
....
قميصُ نومِها
لايكفُّ عن لَومِها
....
حتى وجه الصَّباح
يبدو مجعداً في مرآتها
...
لا أحد يشتهي ضفائرها
سوى المقص
....
مثل القطط
تموءُ أظافرُها في الليل
****
تكرهُ الليلَ ..لأنه يحبُ الأعدادَ الزوجية !
****
تحتضنُ الهواءَ
وتلتقطُ
صورة معه ..
.....
تقتني الأقفاصَ
لتطلقَ منها العصافير
......
القطارات التي تمر ببيتها
لِمَ لَمْ تُفكِّر ...ولو مرةً واحدةً بالمرور
من تحتِ سريرها البارد ...؟
****
حتى النَّملة تاهت في أخاديد
وجهها..في عيد ميلادها
****
الثلجُ لا يتوقفُ عن التَّساقط
في كَفِّها..
****
حبيبُها استعارته الحرب
وأعادتهُ إليها في صندوق
****
كُحلُها ...لِمن تضعه..
والكونُ أعمى ؟
****
مرة تمنت
لو أن كلبها
يتقن الزّغاريد بدل النِّباح !
***
في الدولاب فستانها الأبيض
يشعر بالاغتراب
****
كل ما لديها ينزف دما
حتى أحمر الشقاء !!
****
تفتح ُفمها
تكتشفُ أن التَّسوّسَ
قد وصل إلى قلبها !!
****
قبل سنوات استغنت
عن ثلاثة فصول
واكتفت بالخريف فقط !!
****
تتأمل في فستانها الطويل
وتحصي عدد الأطفال
الذين كان يمكن أن يتعلقوا بأذياله!
***
من وجهة نظر والديها : هي طفلة
من وجهة نظر طفلة الجيران : هي جدة!
من وجهة نظرها : هي جثة!!
****
تمد يدها إلى المطر
فتصاب الغيوم ...بالعطش !
****
تنشر ثوبها على حبل الحياة
فتتساقط منه...دموع الأيام الميتة !
****
من جيبها المثقوب ..
هرب قلبها ..لذلك قميصها الوردي
لا ينبض أبدا !!
*****
في أعماقها مقبرة واسعة
لرجال ..انجبتهم أحلامها
***
عيونها الصفر
خريف محنط ..في هرم وجهها !