recent
أخبار ساخنة

الأفق المفقود - ضرغام عباس


 الأفق المفقود

"" "" "" "" ""


إلى أينَ تذهبُ يا ولدي

إلى ما بعدَ الحياة يا أُمي

وهما يعدان سُلَّم السماء( بايةً باية)

تقولُ أمٌ لإبنها.. 

إتبع الفراتَ يا ولدي 

حتى ترى جُثةَ أخيكَ وحيدةً

دون َ جيتارةِ وداعٍ

فـاقطف لهُ صبارةً تُزينُ النعشَ 

واقتل الرصاصة َ حيثُما تراها

لـيمجدَ الفراتُ أسمَكَ قوتاً وماء


أين أخي يا أمي؟ 

سلبتهُ الريح يا ولدي 

فـالريح تسلبُ كلَّ ورقةٍ دَقَّ دُبرها الخريف

هل نسيتَ أغنية البارحة ؟ 

تَذَكَّرْ، يا ولدي، تَذَكَّرْ ...

"أنامُ كـسحابةِ ضبابٍ واحلقُ دونَ جناحين كالندى 

أطيرُ فوق عالمٍ لا يعرفُ فيه الطيران سوى الموتى" 


ملأت قارورةَ حنينها بالغيابِ

ونثرتُها خلفَ خُطاه

لـتزهرَ سلالتهُ، عشباً على صحراء


وقبلَ أن تغزو دبابيرَ الضوءِ شقائقِ النعمان 

حُدب القمرُ ليخرجَ موكب الموت منادياً .. 

على كُلِّ من فقدت ولدَها أن تحرثَ رحمُها

لـتزرعَ فيه آخرَ بقاياه

عظمٌ وذكرى . . 


سحقَ الضوءُ صدرَ الليل

وهو يسرجُ مُهرةَ الريح متجِهاً

نحوَ

       البعيد

                 البعيد

من اللاورائيات 

تقول أمٌ لأبنها:


هل تفقدتَ كُلَّ شيءٍ يا ولدي ؟

 أجل .. تذكرةَ السفر 

"ختمُ رصاصةٍ على جبين الصورة" 

فـأطمأنَّ قلبها وقالت:

تَذَكَّرْ يا ولدي 

إن لكَ أخاً سلبتهُ الريح .


ضرغام عباس / العراق

google-playkhamsatmostaqltradent