recent
أخبار ساخنة

كلمات في طور الرحيل -صادق باقر

 ( كلمات في طور الرحيل )


شيء من الغربة المسفوكة

بقي في قلب الشاعر قبل الرحيل

وكم كان يخشى هتك سرّ القصيدة

 بالرغم من أن حروفه سافرة

 وتعرف طريقها إلى سماء الإنتظار

 تراوده أطيافه المزمنة

وهو يبصر وجه حبيبته 

 و يخشى أن لاتوزع قصائده زاداً للفقراء

 وأن لايحضر جنازته

 لأنه مشغول بترتيب شراعه في رحلة أخيرة

فالشعراء يشربون أحلامهم  

وينشرون تعاويذهم على الضفاف

 كي لاتربك أسرار الموج

 يحرسون الليل من آثام القصائد

 التي تراود الحالمين للبحث عن وطن بمقاس الفقراء

وقبل أن يموت تنام حوله العصافير

 وفي قلبه شيء من شذى زهرة الياسمين

 التي تركها في محطة القطار

 ويتذكر الفصول لتسيل الحروف بين يديه 

ويبكي حين يزدحم به الرحيل

 لأن الوطن آمال على ذمة الصبر

 فالشاعر لإيصاب بالزهايمر ولايملّ الإنتظار

لأنه يتذكر أول قصيدة حب أهداها لفتاة أحلامه ومضى

 أكاليل القصائد دموع تغسل خطايا الشعراء 

الذين يستهلكون ذواتهم على قيد الحياة

 تذهب قصائدهم إلى الحروب بأوراق سرّية

 وترجع معصوبة الضمير 

يسقط الكثير من أمانيه لدفع المحن

 ويستل الظنون من خلد المدى 

فمن يغلق بعده أبواب الطوفان

وقبل أن يموت يورّق أحلامه ويرزم أحزانه

 ويخفيها عن الريح لأنه يخشى إيقاظ السراب

  فالمدن لا تستر الشعراء

فكلما يموت حلم إستبدله بآخر

 وكلما يطوي أحزانه تتساقط منه الكثير من الرؤى

 ليتذكر  زهرة تشرين

 حين أهداها للحبيبة في مطلع العام الدراسي

 فيغلق أبواب القصائد الثكلى ويسوّر أحزانه بالحروف

قبل أن يهتك الموت سكرات الكلمات

وقبل أن يزوره المطر


.


google-playkhamsatmostaqltradent