ماذا سيجدي الماء، ومسيرتي عطش؟
لم أعرف ما اريد
ولا اريد ما أعرف .
عيني ، لم تترجم غير الكمائن
لا أملك زاوية هنا اختبئ فيها
لا املك ممشى تتمدد فيه جذور الأيام
وتنمو موتا
لا املك سريرا يعيد إلى أقدامي وهج الخطوة
التي خفتت تبحث عن مأوى .
لم تأخذني امًا.. في يدها تهون وحشة الصف ،
لم تولد قبلي اختًا ، تقف امامي حين اتلقى عصا
لم يؤذن احد فينزل في فطرتي الله
سهل جدا على هذا العالم ان يردي انسانًا
يزرع في طينه الجذر، ويتركه بدون الماء
ربما..
أكون قد ادخلت مفاتيح العودة
في ثقب خاطئ ..
ربما المني إتجاه الشمس ،
فتبعت الظل
ربما وعدتكم يا اخوتي ..
ولكن حول البئر لم يتمشى دلو
لأدرب حباله على عمق ابتعادكم .
لم يأخذني تذكار منكم إلى البلاد
ولا تأشيرة..
عبرت لضفة الفراق
وانشرحت لحدة المغادرة
كأن الاماكن، تفوح من زجاجة عطر واحدة
و كلها تفضي إلى نفس الحاسة
طعم الجلد المحترق،
و ذكرى الوطن النيئة .
فلو كان بيننا غير كلاب الحراسة
تشم في ساقي القلق
لمزقت الهوية
ولو كان بيننا غير الحلم
لأبحت الاضغاث
ولو كان بيننا غير البحر
لنفعت عصاي.
و إني قد بحثت عنكم،
في حضن القوارب
و بين ضلوع النجادات
مع طقطقة الاختباء و رجفة الهرب
ربما عشتها حياتي،
لكني لم انسى
ان اعيش لكم حياتكم
سمعتم ضحكتي
تأتي صافية لانها من بعيد ،
ولم اسمع غير احزانكم ... كم كانت قريبة
من فمكم يفوح دفء الأرغفة
ومن فمي كنت أنفخ على راحه جوعي
خلعتم الشوارع من قدمي
كجروح يابسة .
وتغيرت في وجهتي دقة القافلة
كسرت كل سد بنوه أمامي
انا وقفت..
لأني لم اقدر على كسركم
اذابوا الخريطة في جيبي
واخرجت يدي منه صفراء
تتكهن الوحدة .
بصحتكم ابتلعت ريقي،
و ابتلع البراق جنحه .
كان يجب أن انسى ..
أن انساكم..
و اجفف في أيامكم لمعة عيوني
فهذا غريبكم صار يضيع
بتراكم ملامحه....
و كان انا
الذي يحل في حريقكم ،
واجبه عن البرودة .....