كيف وصل إلى هنا
بساتيني وحدائقي
هو ليس ربيعاً
ليس مطراً
لِما كل هذا التفتح والتزهر له؟!
حبات التراب
ترمي نفسها إليه
لم تقل لأحد أنها تترعبُ من العطش
لها مبدأ
إذا رأيت كلمة سميها نهراً
وأحذر من الحواشي والهوامش
لكنهُ يبلل القصائد
ويدعي سوء قراءاته
ساذجٌ..يمرُ هناك
السنابل تتمدد من نقصهِ
لا يعي أن يروي
فيمكنهُ أن يبدأ من كمشة غبار
الملتف حول جرائد أخبار سيوله
لا يعي أن يكون نهراً
وحبات التراب
ترمي نفسها إليه.
*
لا أريد طيراً يا الله
كل الذين كُنت لهم سماءاً
سمّوا غيومي خوفاً
أو جعلوا الخوف يبدأ
بتسمية وجهي في الأرض
كانت الأغاني تأخذ حتفها مني
و ناداني زرقة الفجر!
لعل حرارة هذا الجسد
تكون طريقاً للهجرة
طريق عودة
لا يكون جيب أدوات
في نجارة الأقفاص.
لا أريد طيراً يا الله
ماذا أخبر منطق الليل دونهُ
و جنازة بشرتي يداه
و شروخ الساعات صوته
و معطف شفتيّ زمة عيونه
ما العمل مع أصابع النمل
حفرت لي قبراً هناك
في وجه الله..الأزرق
ألم تقول لطيفة التونسية
"أمنلي بيت مطرح ما أنك ساكن" !
سأكون طيراً يا الله
إذا حملت معي
شاعرية جسدهُ عند المغيب.
*
نجوتَ منهُ
اليوم الأول من فراقك
بضعة ضحكاتٍ
شربت من ضحكاتك السابقة
كأس ربيع
تلك التي لا تملأ الرأس لأعود
ولا أطلب إعادتها منك.
نجوتَ منه
ولا أعلم إن كان هناك من يطلب النجاة
فكل صفرة أعضائي بقيت لديك!
لا أريد أسترجاعها
فاليوم الأول من فراقك
مازال في هذه العين
رغوة للدموع.
بالأمس، وأقصدُ قبل أحدى عشر ساعة
كان لدي نعشٌ في هواك
وحزمة أزهار تموت في سرير مياهك
ولا تنوي نهاراً
بالأمس كان لدي وجهك
وعيونٌ كبيرة لحمل دهشتي
وجهي.. من تفريط وجهك
ليس به لونٌ ليتغير
وتَعلم الضحكات
أنها فقدت شرابها المُفضل.
*
اليوم الأول من فراقك
ولا أريد أن أنجو هكذا
دون فقدك مرةٍ أخرى
أمدد اليوم الأول كثيراً
ولا أخاف أن يتعدد بعد ذلك
ولا أُجبر أن أكون ضالة تائهٍ
بعلو أغنية " أمس واليوم ما مروا عليه"
فيسقط خريطةٌ في يومك الأول
وأنا أتزحمُ فلسفةٌ للتعددية.
أخيراً
أريد المجيء
ليس لوحشة الطريق
ولكنني أخاف عليكَ
من الوحدة التي تخاف منها.