سيرةٌ ذاتيَّةٌ للوَهم
..........
انا يَتيمٌ يا أبي
مُذ كُنتُ نُطفةً
حتّى كبرتُ وصرتُ شاعراً
تكسُو عظاميَ الكلِماتُ
اجرُّ السَّماءَ بخطَّافٍ من الأرَقِ
وصرتُ صيداً ثميناً
لتلكَ الفوضى الصَّامِتة .
في آخرِ الليلِ
اتكوَّرُ مثلَ عباءةِ الأمَّهاتِ
فكرةً محظورةً
ونذراً تسفُّهُ الرِّياحُ
فلا اهنَأُ بالشِّعر .
كبرتُ يا أبي....
ومازلتُ بحاجةٍ الى مَن يقرصُ أذُني
ويتركُ لي حريَّةَ التَّوهُّم
اخرجُ من الحانةِ
وأريدُ ان أُمسِكَ بنجمةٍ بعيدةٍ
أو أُجرِّدَ السَّماءَ
من سطوَتِها الفارِهَةِ
أخلقُ الصُّدفةَ تُلوَ الأخرى
وأُروُّضُ المسافةَ
كما يَشتهي الغُموض .
كبرتُ يا أبي
ومَسَّني جنونُ اللاجدوى
فالنَّهرُ يجري
وعمودهُ الفقريُّ طويلٌ
كسكَّةِ الحديد
ثُمَّ لايصلُ الى مَداهُ
كثيراً ما اقنَعَتني هشاشَتي
بدِفءٍ باردِ الملامحِ
تحتَ أحجارِ الرَّصيفِ
وقيلَ لي:
هل أدُلُّكَ على عُرِيٍّ مُقدَّسٍ؟!!!
الوردة ُ- مثلاً - يفضحُها العِطرُ
تَقِفُ بساقٍ واحدةٍ
على أطرافِ اصابعِها
فيجيءُ احَدَهُم
يقطفُها
ثُمَّ يُهديها
الى حَبِيبةٍ مُفتَرَضة.......!!!!