سلام دواي يعبث بمحتويات خزائن القاريء
هكذا تتشكل نتائج القراءة ،وهذا ما تؤكده القصيدة /القصائد التي يكتبها الشاعر ،حيث تتراجع سلسلة أحداث و تأثيثات النص ،و تتبعثر المفاصل ،إلا أنها لا تفقد مرجعياتهن انا لا أقول انها تعود إلى ما هي عليه قبل القراءة ،للآن القراءة هي التي ستعيد تشكيل القصيدة بعيدا عن الشاعر ،
--سلام دواي --شاعر اذا هو بحاجة إلى قاريء من نوع خاص قد لا يجده متوفرا في كل حين أو للجميع القصائد التي يكتب !و لكنه يطمح إلى أن يضع يده على هكذا عنصر ،كذلك القصيدة أنها تقدم نفسها و كما خرجت من بين يدي الشاعر ،مجموعة أحداث و شخصيات قد تكون مرتبة أو لا تكون كذلك ،ولكن القراءة يب أن لا تتركها على خلقها الأول ،ضمن هكذا خلق من الممكن أن تمنح الدهشة الآنية لكنها لا تجبر القاريء على صناعة تعدد القراءات ،
القاريء من أجل أن يمسك بالقصيدة عليه أن لا يدجنها، أن لا تطلع عليه من خلال وجه وأحد، بل عليه أن يحافظ على شيء من وحشيتها /بدائيتها ،لكي يتمكن من صناعة التقلبات، حيث تظل القصيدة رافضة للثوابت، متمتعة بتفوقها، في إظهار خفاياها و تبيانها أو اخفائها، ولكنها لن تترك القاريء وحيدا في بهو القراءة ،بل تأخذ بيده نحو
جغرافيات متعددة --وربما متضاربة --بعضها ينتمي إلى دواخل النفس البشرية /حيث الذاكرة ،وبعضها الآخر يأخذ بيده إلى جغرافيات الخارج ،حيث العالم القلق /الحاضر ،
--سلام دواي --يعمل على انسنة الجوامد، هذا الفعل القديم /الجديد حيث استطاع الإنسان الأول من صناعة التماثيل و النصب وان يحول البعض منها إلى ألهة ،الشاعر يمنح كائناته ارواحا و لغات و سلوكيات ،لكي تتحول إلى ما يحاكي /يحاذي الإنسان
الشاعر يرمي بالقارى ءفبامكانها حديقة الشعر مرة واحدة -هكذا يجد القاريء نفسه --لاغيا العتبة /البوابة /الأسوار /العوازل حيث القاريء و القصيدة وجها لوجه ،
لم يكن الشاعر وحيدا مع ما يكتب -كما هو الحال مع القاريء---فالاشياء الغائبة التي يستحضرها تشكل مفصلا مهما من عناصر تشكيل الحياة /تلك الأخطاء التي لا تنتج احساسا بالذنب ،إنها أخطاء الحياة التي لا يعاقب عليها الكائن البشري ،لأنها الحياة ذاتها ،و التي قد لا تكون له يد في صناعتها