كورونا بطل مؤقت ..
(١)
كورونا ..
وما ادراك ما كورونا ..
طائر خبيث
عجزت رادارات الامم ذات العضلات
عن كشفه
خرق أسيجتها ، حراسها ،علمها ،هيبتها ..
وحطَّ كالغراب المشؤوم
حيث يشتهي
ليحيل مروجها الخضراء
الى وهنٍ منفوش
وهي في نشوة سكرها وجبروتها ..
(٢)
كورونا ..
صارت اخبارها
اهم من اخبار مطبخ البيت الابيض
يتصدر نشرات الاخبار
كأهم حدث عند الصباح
وينتهي برعبه حصاد المساء
الكمامة ..
التي لا قيمة لها
صارت اهم من الخبز
بل الزي الموحد لكل بلاد
والسلاح الاهم من السلاح النووي
المعقمات ..
التي لا نراها الا في المستشفيات
اضحت ضرورية
بل عطر الصباح
عند كل الشعوب ..
الذل بان
في كل مكان
هي تذكرة لمن طغى واستغنى ..
وادعى انه فوق قمة الجبل ..
(٣)
كورونا ..
يلعب .. (ويخربط الملعب)
بلا استأذان
بكل وقاحة وصلافة ومرجلة ..
يتحدى ..
ثم يسأل اين (الشقاوة)
اين سيد البندقية (والهراوة) ؟
(وكأن على رؤوسهم الطير)
فلا من مجيب
لا ملك قاهر
ولا طبيب ماهر ..
(٤)
كورونا ..
يصول ويجول في الميدان
كثور اسباني هائج
يقبض الارواح ..
يجعل الشوارع اشباح
يقفل المطارات ،الملاعب، المسارح،
المساجد،الكنائس،المعابد ..
المدارس ،الفنادق،المنتديات..
والمنافذ الحدودية والعلاقات ..
يلغي مواعيد العشاق اليومية
اما التحية بين الحبيب والحبيبة
امست بالاشارة ..
يا سبحان الله ..
من بعيد لبعيد .
(٥)
كورونا ..
يركض اسرع من سيقان نوال المتوكل
بلا عيون ولسان واكف واقدام ..
يقلق ،يرهب،يرعب..
يطعم المقابر
وجبات دسمة من البشر ..
ولا سلطان يرد كيده
امريكا البعبع
تخضع ،تخشع،تركع..
تبحث عن مرجع
يمنحها مصلا ولو مزور
لعلها تستعيد هيبتها ..
(٦)
كورونا ..
يطلق صفارة الانذار
من بكين
عاصمة (ماوتسي تونغ)
ليبدأ الهلع في كل مكان
المانيا ..
تمنع اخواتها الشقراوات
من الزيارة
برج ايفل ..
الذي تأخذ التحية له باريس
كل مساء
اصبح قطعة من الحديد المهجور
لا قيمة له وسط الاليزية
دقات ساعة (بيغ بين) توقفت ..
في العاصمة لندن
وهي التي ما اخرستها
طائرات الفهرور هتلر
ايطاليا ..
ذهب عن وجهها سحر الموناليزا
وصار سعر احفاد دافنتشي
ارخص من بطاقات فريق ميلان
مدريد ..
تطلب من بابلو بيكاسو
ان يعيد رسم تفاصيل لوحة الغورنيكا
مرة اخرى ..
لتعلن اسبانيا الحداد
روسيا ..
كل ما استطاعت فعله
دسَّت رأسها كالنعامة
وسط شرشف خفيف من الارشادات الصحية
وحاولت ضبط اعصابها
فراحت تُغدق بالمساعدات الطبية
لزيد وعمرو وهي عليلة
الهند ..
طلعت عن بكرة ابيها
تتقدمهم بقرة
وهم خلفها
يتبركون بما يرشح من مؤخرتها
في مسيرة راجلة
نحو ضريح (تاج محل)
خشية ان يكونوا
صيدا سمينا لنهر الغانج
اسرائيل ..
التي ما ان لوح طفلٌ فلسطيني
بحصى من (نباطته)
اتجاه جنودها الغزاة
ارجمت غزة بوابل من الصواريخ
امست يتيمة دامعة العين
كضفدعة
تتقلب على مقلاة
مطاعم الاكلات الصغيرة
وهي تشاهد
الكف الامريكي مقبوض ..
ايران ..
سقطت في بئر الشماتة
ولا من قافلة تدركها
دول الخليج العربي
دخلت (القن) كدجاجة مصلحة
تخشى ان يكون (سوب) لحمها
دواءٌ لاصابات الاكابر
اما بغداد ..
استذكرت ايام الطاعون السوداء
في عهد المماليك العثمانيين
فأكتفت بزيارة باب الحوائج
من سطح المنزل
بعد ان عطرت البيت
بدخان الحرمل ورائحته
(٧)
كورونا ..
افعى جائت من الصين
وهل في ذلك عجب ؟
فمن اطراف الصين
قبل قرون عديدة من الزمن
جاء (جنكيز خان)
يزحف بوحوشه
يقتل ، يخرب، يحرق ..
يسلب بلاد ، ويمحو اخرى ..
(٨)
كورونا ..
بطل مؤقت ..
مثله ، كمثل المصارع عدنان القيسي
ثم يطلع العالم بأسره
كطائر العنقاء
من تحت انقاضه
ولكن هل يتعض ؟
ويعترف ؟ ..
ان العزة لله فقط ! .
عبد الجواد المكوطر