بقلم _ رجب الشيخ
المقدمة
الحداثة وفك عقدة القديم بالحديث والنهوض بالنص لعوالم ربما تبعد تلك الاشتباكات القائمة على فتح نوافذ جديدة اكثر واقعية وجمالية دون تقييد ، بحرية فائقة وصولا إلى متغيرات جذرية وتستند إلى رؤى غرائبية ومزج الواقع الحياتي ضمن ادلجة النص الواحد .. إضافة إلى تنوير الجملة الشعرية بإشراقات بنيوية اكثر شمولية من فرض شروط تحدد مسار اللغة ... أن الشاعر أعتمد على صور اكثر وضوحا مع التمازج الفني للمفردة ووضعها ضمن أنساق مغايرة تماما . هذا ما وجدته ضمن قرائتي الانطباعية عن الشاعر الذي اعتمد على رؤيته الفلسفية الناضجة وكيفية استخدام الدال والمدلول معتمدا على الألفاظ والعبارات المغلفة بصبغة التأويل المنهجي إضافة إلى التجانس الإبداعي والجهد المبذول في عملية التأسيس والبناء الحقيقي للقصيدة ...كما يقول .... في نصه الموسوم ( أحلام على مقاس الحكمة )
ثَقُلَت موازينك
وأنت تدفع عربتك
تحمل الفقر على كاهلك
لاتكترث لصدى السنين
ولاتتبع دابر الوقت
فقد عوّدتك الريح أن أحلامك وجوه دبقة
لاتنظر إلى الندى
المدخل
حين تتعمق في قراءة النص بشكل أكثر جدلية ضمن تركيبة غرائبية لعنوان له مدلولات حسية غاية في الأهمية تتقارب لديك الفكرة ضمن قولبة النص النثري وكيفية التعامل الصوري والانفعالي لنقل الحالة المراد طرحها على شكل جمل شعرية راقية ومعبرة من حيث السبك والصياغة التركيبة والاهتمام بمفاهيم قريبة جدا لفهم المتلقي بصورة أكثر تماسكا وانضباطا في كيفية التعامل الإنساني والمتجدد من حيث الرؤية الدراماتيكية التي تعطي فكرة متنوعة خاضعة إلى التكثيف الاستعاري وتعدد الاساليب بطريقة ذاتية والقريبة إلى الحداثوية في نقل الصورة الانطباعية بشيء من التفصيل الجمالي ، فتراه يؤكد على المفردة ضمن التلاحق الجدلي ( تزرع الحزن على الصفاف) و ( اين تمضي والطرقات تعفنت) والتي اعتبرها من ضمن النص داخل النص لأن الجملة الشعرية تمثل ( ومضة بحد ذاتها ) فاعتمد الشاعر بجمع تلك النصوص الشعرية بنص كبير يرتقي سلالم الابداع
كما جاء أدناه
وأنت تزرع الحزن على الضفاف
كان عليك أن تهرب من الريح
ولاتكلم طيفك فتقع
في شرك خطاك
أيها المتشظي
إلى أين تمضي والطرقات تعفنت
تحت أقدامك والإنتظار غير ملامح وجهك
من خلال حركة الأصوات وترتيبها حسب سلم التكرار او التنسيق , وهنا يبدأ الفرق والتمييز ما بين النص التقريري او الإخباري عن النص الشعري النثري في استخدامات الجمل الكلامية وتحديد مستويات الفهم بصورة أكثر من واقعية وتركيزها على الشكل الواضح ضمن نسيج النص اللفظي، حيث تعتمد على دراسة الأصوات من حيث التكرار وهذا مااعتمد عليه في بنيوية التركيبة الجديدة ...
حلمك يترامى على إيقاع البراءة
وأنت تشرب رؤاك
إنتظر هيام المساء
لتجلدك أشباح الليل
كيف لك أن تتجرع كل هذا الصمت
وشفاهك تيبست فيها الحسرات
وأنت تمتهن الأحلام بعد فوات الأوان
سوف تشربك الأوهام في الطريق
أن الابداع التكويني ضمن مجريات الحدث البنائي للصورة التي تربط باللغة والبلاغة والحداثة في اجواء فكرية تأخذك بعيدا ضمن تصورات جديدة وانتقالات مشذبة ضمن اختيارات مدروسة بعناية فائقة تعتمد على جمالية التصميم الهيكلي الهندسي في مجالات النظم الفكرية التي ترتقي مستويات الرقي المعرفي للنهوض بقصيدة النثر المكينة في بناءها ضمن مفاهيم ديناميكية جديدة وانتقالات تغوص في مجريات الحدث الصوري والتقني برؤى جديدة وأفكار تجديدية ترتقي مستويات الحث على دمج مكونات وضوابط وكينونة البناء الروحى
وهذا مالمسته حينما يقول :_
قبل أن يتملكك الظلام
إختر حلماً واحداً على مقاس الحكمة
ستورد لك العصافير أسئلتها
ليتناسل فيك الجرح
إرزم ماتبقى من براءة حلمك المؤجل
وإرمهِ على السراب
سوف يرجع لك صدى الأرصفة
ليبوح لك بأسماء الغائبين
إرزم حقائب الألم
ستجد أطفالك يلوّحون
للقطارات النازفة في محطات الإعتراف