recent
أخبار ساخنة

لاذكريات في المنفى - علاء ناظم


 لا ذكريات في منفى


كنا نلعب ( غميضة)

نختبئ من الظلام في ( شيلة ) أمي

أخي الاكبر كان هو الخاسر دائماً

عندما  نقول له ( حلال)

يبقى وحيدا يبحث لنا عن الخبز

الذي خبأته امي

للعام القادم

حتى وان يجد واحدا منا

يقول للظل الذي يقف خلفه

هذا ليس هو

اختي الصغرى

كانت تركض حين ينزل المطر

تركض للشارع

تشم التراب المبلل بالذكريات

أبي

كان يرتب لنا مواعيد القمر

حين ينقطع التيار الكهربائي في الصيف

ننام على سطح دارنا نواسي الله في وحدته

تأتي امي وفي يدها اواني النجوم

ترش الهواء بعطر المسك من جسدها الفضي

حتى اني سمعت ابي يقول لها

يا ( حميدة ) لا تصعدي للسماء وانت بكامل ضوءك

اغار عليك من الملائكة

لانهم لا يتزوجون حتى الموت

اتذكر جارنا ( ساري )

الذي يتملك معزة

عندما يحين موعد ولادتها

يؤجل لنا الموعد حتى اشرب الحليب 

اتذكر صديقي ( زهير )

كان يضع ( الدشداشة ) تحت بنطاله

ويقول لي 

أبي اشترى لي قميصا جديدا

لكني كنت اشاهد ملامح ابيه في جيوب ( الدشداشة)

اتذكر النهر الصغير الذي يبعد عن منزلنا بضع شوارع

كنت لا اجيد السباحة

حتى اني غرقت مرةً من شدة الجوع

اتذكر معلمتي الجميلة الصهباء

ست ( اصفهان )

كانت من الديانة ( الصابئية)

لكنها تحب محمد اكثر منا

عادتها قبل الشروع بالدرس

تكتب اسماء المتفوقين لليوم الماضي على السبورة

وكنت من بيهم طبعا

قلت لها يا ست انا لا اجيد القراءة حتى

قالت لأنك تشبه اخي 

الذي ذهب للحرب ولم يعد

google-playkhamsatmostaqltradent