أيتها البلاد
أنا صاحبك القديم
الذي يجيء متأخرا ويصل قبل المواعيد
يأتي بالعربات والأزقة والدروب التي أنحنى ظهرها لطول أحلامنا الحلوة والكذوبة
يفرك اليوم بالوهم والحطب المعاد على الذاكرة
يخدع التنانير بعام قادم بالزيتون وبدلة الحرب وصندوق الرصاص الحي .
يجيء مع الحصى السالب التي تحبه الطيور وتعرفه العصافير على أشجار تتساقط بثرى بهجتها
أيتها البلاد التي تنتهي بالأناشيد ولم تمت بعد بالصدى المفقود بين الحيرة والإجابات العتيدة
أدري أنك تعرفين مالم يكن
وكان
............
أجيء كما أنت في إمتحانات الطفولة
والحيرة الطرية والحيلة المغسولة بأرقام المقاهي
ودوائر الأصدقاء حول طاولات حب عباد الشمس وسطوة المجهول وبصدق النبوءات في شهادات ميلادنا ورايات البلاد / بلادك
كل ما يصل بدوني حقيقة
أنا الذاهب لوحدي على طرش الشوارع أرش موسيقاي وبذور القصائد في الفراغات البيض بضياع اليمام وماكنسته أيام الهديل في مرارة تأريخك والزجاج الذي يعرف التيه بحسن نوايا المرايا الجانبية في طرقاتنا التي تنحني أمام بلادة طفولتنا وسذاجة الإجتهاد وعصمة التأويل بعصا المعلم
يوسف حسين / العراق