recent
أخبار ساخنة

سرد أعمى ٢- الحسين بن خليل

 سرد أعمى ٢ 

 الحسين بن خليل


يا أمي 

في حيينا تتمدد أوعية رأسي الدموية، 

أينك من هذه الشراهة لأفكار لا تمارس دبكتها سوى على صفيح سكوني 

أكاد أسمع صوت انفلاق الأوردة 

حين تتجلط فكرة أن كل البلاط على اتصال مع الله 

كيف لك الوقوف متفرجة وأنا اجوع 

وليالي الاكتئاب لاتزال تستمد عنفوانا من طقطقة اصابع الكهنة 

استنشق الرحيق المختوم ولا نبض يتململ 

ابتلع باقات طعوم الزناة واتوارى خلف جدران المعابد 

وفجأة يمد الوعاظ اعضاءهم من شقوق الجدران 

تصرخ فحولتهم في وجه المنتفضين 

أي هلموا إلى مخبأ ندخر فيه الالهة 

تعالوا نمارس القهر على وجوهكم حتى تعتادوا تلحين الأغاني الحزينة 

أنا يا أمي بلا نبض منذ ثلاثون عاما 

بلا كرامة 

بلا قهقهة حبلها السري موصول بالسماء 

أنا أعد 

أعد 

أعد والأرقام تنفذ من بين يدي قبل أصل إلى تلة الرغيف المحتجزة خوفا من ان يجوع الله حسب ادعاء باطل 

أعد 

أعد 

اعد حتى تتراكم اقراص النسيان في راسي دون أن تؤدي مفعولها، أو اتخلص من دهون متلاصقة على وجه المعبد 

ليس ذا مسجدا 

او ذاك بيت لله إن كان الله لا يلوح للمعنيين برعايتنا 

من يغفر لي هرطقة لساني 

او يبتر ساقي وانا اسعى 

من يهدئ روعي وأنا تتقافز اجنحتي أمام خرافات هذه الرعية 

من يقودني لامتطاء موت مريح 

أو يشنق الأدعية كونها لم تعد ذات جدوى أمام هذه الشراهة في معاندة السراط المستقيم 

أو الوقوف عثرة في إشعال السراج حول الموتى الأحياء 

أنا اجزم لك 

أننا نخشى فضائح الفدانات من المقابر النابضة 

ارتحل ولا احد يدعني 

اقتلع الزينة من رأسي ولا احد يمنعني

افزز الحكايات الخضراء من ذاكرتي، واذا بكل الصراخات تدعوها للعودة الى النوم.

من يزرع في بطني حبة قمح 

أو يلقح اعذاق الفرح 

من يقتص من السلاطين 

أو يقص الاشرطة بدل الواح الخشب هذه 

من يدع الجنون وشأنه 

يا أمي 

هذه الساقية تدور فيها كريات دمي الحمراء 

وهذه البساتين لا يجنون منها سوى السرد الأعمى للوجع 

كل يوم  اصحو فيه 

واتفقد جثني إن كانت في الفراش أم الانعاش

موت موت موت 

أي ميتة صالحة للاستهلاك البشري 

اي ميتة صالحة

لأي شيء غير صالح لنا يا امي


google-playkhamsatmostaqltradent