recent
أخبار ساخنة

جنان السعدي/أحفاد گلگامش

(( أحفادُ كلكامش ))

كانتْ جميلةٌ و هادئة 
تمرُ كنسمةٍ في يومٍ بصراويٍ قائظ
أسطحنا عامرةٌ بأسرّةِ النومِ 
نُلوّحُ ل ( بناتِ نعش ) و للنجومِ الهاويةِ بسرور 
يشاطرنا ( تولستوي ) ( فيكتور هيجو ) فرحَنا و قلقَنا   
نخوضُ حروبهمْ و نضالهمْ
لا أركيلةَ فوقَ الأسطحِ 
لا هاتفَ نقّال
حكاياتُ جدنا تُلهبُ فينا الحماسَ كلّ ليلةٍ
أتذكرُ جيداً شهرزاد كما وصفتها معلمتي وهي تقصُ حكاياها الألف 
الطيبةُ و البساطةُ كادتْ تُغرقنا في لُجٍ عميق 
فقدْ استفحلت غريزةُ الغيرةِ و الكرمِ العراقي  حتى أدمعتْ اعينَ أبي ل ( بؤساءِ ) هيجو
مازالت سخونةُ أرغفةٍ بعثتها أمي ل ( جان فالجان ) تلسعُ راحةَ يدي الطريّة 
كثيراً ما استوحشنا مراكزَ التوقيفِ الباريسية
و هراواتِ العسكرِ على ظهورِ الثوّارِ 
يا للعبثِ الذي كُنّا  فيه 
باريسُ القمتْ حراشيفها 
أطباقَ لحمِ البقرٍ
و فطائرَ التفاحٍ
و طربَ الباريسيونَ الحالمونَ رقصاً على أنغامِ ( بريجيت باردو )
فقد سرقتْ قلوبَ الملايين 
لماذا دمعت أعينَ أبي ؟
أحفادُ ( جان فالجان ) يلعبونَ و يرقصون 
ينامونَ مبكراً
لا يخافونَ عبوةً ناسفةً
لا يهابونَ شرطياً أو مسلحاً مارقاً يُداهمُ غرفَ نومهمْ
لا رصاصاتٍ طائشة تستحمُ في أجسادهمٌ عنوةً لعراضةٍ عشائرية 
 لا أحزابَ تشري أصواتهمْ بملابسَ داخلية 
و حتى تبقى الذاكرةُ يقظةٌ 
فقد منحتهمْ الفذّةُ العراقيةُ(  زها حديد ) أفخمَ تصميمٍ معماري
يا لبؤسَ حالنا 
يا لبؤسَ أحفادنا 
أيها الباريسيونَ كذبَ فيكتور هيجو
البؤساءُ في صرائفِ الطينِ السومري 
البؤساءُ في أطلالٍ آشوريةٍ دمرتها عقولٌ بالية 
البؤساءُ في بحيراتِ البترولِ العامرةِ في جنوبِ القلبِ
البؤساءُ في مدنِ الصفيحِ و علبِ المشروباتِ الغازيةِ الفارغة 
البؤساءُ في مشافي الدواءِ العليلة 
البؤساءُ في عقولٍ مُغيّبة 
البؤساءُ أحفادُ كلكامش 

... جَنان السعدي  ...
Reactions
جنان السعدي/أحفاد گلگامش
الموسوعة العراقية الكبرى

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent