مروية ميزوبوتاميا
منذُ ستينَ قرناً
وأنا مقيم هنا
مثلُ دابةِ النواعيرِ
القديمة.
ادورُ حولَ ظلي
المغروسِ في بقايا
العراقِ القديم.
اقتفي وجهَكِ المغيبَ
في مجاهلِ السوادِ
خطوةً بعد خطوةٍ
إلى أينَ حملتكِ
قوافلُ السبيِ اللعين.
وغابَ عن خيالي
حلمُكِ المنقوشُ في ذاكرةِ
الزمان.
ما زلتُ انفخُ من روحي
في بقايا رمادِكِ المنطفئ
وأضعُ كلماتي على لسانكِ
الذي
اعترتهُ رهبةُ المنيةِ
لعلكِ بعدَ سكتةِ الموتِ
تنطقين.
ابحثُ عن صورتِكِ الباقية.
في نقوشِ المحاريبِ القديمة.
ومعابدِ الشمسِ
التي هجرتها ابتهالاتُ العابدين.
وما خلفتهُ أقدامُ
سبايا الحروب.
على طرقِ القوافلِ المغادرة.
من هنا مروا تباعا
وتلاشوا في الأقاصي
حيرةً تتبعُ حيرة.
الذاهبون إلى الغيابِ
لم يعد
يعرفُ محزونٌ مصيره.