(حميد حسن جعفر)
غمامة أو ما يشبه ذلك ،تظلل البناء ،ربما أقول إنها جناحا طائر ،
أعني صاحبة الدار و سيدة المنزل والتي تشكو انزلاق الفقرتين
الرابعة والخامسة ،لم تعد بحاجة لمقشرة البصل ،أو لماكنة لف
ورق العنب ،أو لمناداة البائع الجوال للسؤال عن موعد البطاقة
الذكية ،
فأنا العبد الأمين الذي يخاف الحروب ولا يخاف تدليك قدمي
السيدةبزيت الزيتون الإيطالي /عصرة أولى،و بأملاح هملايا،
لم يكن متأكدا من قدمين أحاول أن أعيد اليهما متابعة خطواتي
كانتا ما يشبه قدمي دميةمن السليكون ،
أحاول أسقيهما ما لدي من خوف على مستقبل المزرعة ،أتمنى
أن أنجح ،أن أدعو الذي ينتظرني خارج الدارة ،
كائن السياحة مذهبه ،
والمرأة سواء كانت سيدتي أو سواها يعاين خطواتها ،ليتقي التعثر
بأوامرها ،
السجاد الذي يجب أن ينظف ، شجيرات الظل ،وضرورة الحد من
فوضاها ،المجاز ما بين غرفة النوم و -الكليدور-ما زال يحمل آثارًا
مرتجفة لقدمين حافيتين ،
أشياء كثيرة بحاجة للتشطيب ،أو للإلغاء،او لمحو،لتعود الاشياء
لسابق عهدها ،حين كانت الأرض مزرعة كتان ،و منخفضًا للقصب ،
ومحمية لعربات مجنزرة ،
هي متحف الحروب التي لا أحد يدخل الدار ،و يخرج منها ،إلا وقد
شاهد بعينيه تماثيل القتلى ،وتلمس ما على هوائها من تواريخ
و خواطر ،
قد يتمكن جسدها من صعود السلم ،
او الهبوط الى ما يشبه السرداب ،حيث أدواتي القديمة ،التي ترك
صحبتها لي زميلي الذي ينتظرني يوميا عند صيدلية التطبيب بالاعشاب
و الزيوت ،
تصعد السلم الى حيث السطح لتطعم الطيور حبات الذرة و بذور
عباد الشمس ،
أو تهبط السرداب لتنتقي ما يثير غضب الحدائقي الذي لم يعد يحضر
لإدارة شؤون نبتات الظل إلا لمامًا ،
أو تململ الأرملةالتي تعيد للحمامات القها ،أو عدم رضا عمال النظافة
بعد غابت المكافأة،
أنا شخصيا لا مصلحة لي بكل هذا ،أو ببعضه ،
سأظل محتفظًا بالحرب التي بترت ساقي من تحت الركبتين،
لكي أتمكن من تدليك قدمي سواي ،بزيت الزيتون ،وأملاح الهملايا،
ما أنا بحاجة اليه لا يمكن أن أجده لدى سيدة الدار ،
ولا لدى الذي ينتظرني أن أتقدم نحو مهرولا ،
كأن لم يبتر اللغم ساقي في حرب أممتها من أجله ،
وإن أصابعي ما زالت صالحة لتفكيك الحجارة ،كما تفكك عبوة مضادة
للدبابات ،
حميد حسن جعفر/واسط /٦/٧/٢٠١٩