لا حلم يبعد عن اثداء الغفوة
الحسين بن خليل
ارتجع الذبح
ووضعت الحناجر حبلها
ولم تعد تردد
على الكبش سِفر مطاطي
أحلم
أحلم
أحلم بلا نية لزرع حقيقة تبتعد عن القاع
أحلم بالآلهة
ولا توقظني
أناجي الآلهة أن تهدي الحلم بعيدا عن أثداء النومة
أصرخ بالذبح الأموي من قفى أمي
ولا حياد
أُعيد الكرة كل الليل
ولا دفاتر أو أقلام قادرة على حمل فكرة جديدة
أعيد الكرة ولا أجد
أوراقًا بلا وصمة عار تثنيها عن تأريخ بلا نقاط
أحمل غارة نواياي
وأرحل
ثم أعود
أرحل ثم أعود
أرحل ولا أعود كطفل لم يحفظ وجهته
كطفل لم ينطق بعد
كطفل تاه ولم يقبض من عشتار أدعيته
أو من مردوخ
سبعة آلاف بيضاء
أين أيوب من هذا الصبر
أين تباع بقايا جمهوريتك الفاضلة يا أفلاطون
أو مدارك سيرتك أيها النبي الأخير
لأي وقت
سأصلي
لأي سماء سأطير
لأي صحراء أهدي قافلة الذبح لتتيه
أنا أقع كل يوم في بركان شهيتك
أيها القبطان المتواري
وطفليّ وزيجاتي
والحب
ونجدف للسلام لكن بلا وصول
نجدف لمسالكك الليلية
ولا قشة نمسك بها من هذا الغرق
آه
من يضع في قلب المرتجف شجرة
من يركن على فرائصي المرتعدة كومة قش
من يريح حشرجة صوتي
من يريح الأمراء من هذا العبث اليومي
من يريح العبث
حين يقبض أست الأمير على أصابع الندم عند بلوغ الدكة
من يوقف لعب القمار على قلبي
هذا الملك ثقيل جدا
هذا الوزير يناسل أعضاءه السارقة في غرف نوم الجنود
أين المفر من جوع وطني
أين المفر من ذبح وطني
أين أجد مقبرة وطنية لهذا الموت
لن يحول بين الموتى والوطن غير الحرق
لن يحول بين الحرق ونوايا الثائرين غير الصلب
لن يقودنا للصلب غير الصراخ
ما الصراخ؟
- صوت هستيري أبيض
أنى للبياض هذا ؟
- هو من عند الأجنحة تهبه لمن يطير
من يطير؟
- أنا
أنا
أنت لا أنا
أنت!
أتريد أن تطير معي؟
سأهبك الأجنحة
خذ أربعة من كل قصيدة
وطر
حين تبلغ آخر نجم، أبلغه بثورة أقرانك الصارخين
قل للطرق
أن لا تلتف حول الأصوات
فأنكر الطرق
تلك الذاهبة بلا رجوع