ثراء التجربتين
الحياتية و الأدبية ، وأثره في أعمال الشاعر
الكبير * عبد الكريم كاصد *
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
_ ياسر العطية _
:
اتسمت كتابات الشاعر العراقي البصري الكبير عبد الكريم كاصد ، بالمطابقة أو الموائمة الملفتة بين : اللغة ، الشكل _ وبين المحمول ، الصورة ، الإشارة الشِعرية ، المقصودة للكتابة ، ، فلا ينتهي وقع المفردة إلى أذن المتلقي أو رمزها إلى عينه إلّا و معناها معها ، باتساقِِ كاتساقِ كفّتي ميزان بالغ الدقة و الحسّاسية ٠،
فاللغة لدى الشاعر باللغة ، و الفكرة بالفكرة ،
ليكون المنتج النص على أتَمّهِ ، و أجزلهِ ، وأبهاه ،،
وجلّ أدوات الشاعر ، و شخوصه ، يستمدّها من كتاب الطبيعة الواسع ، ويوظفها كقرين إنساني و شريك فاعل في منظومة الحياة ، و الوجود ، حتى لتجد أنّ : للمفردة ، لشبه الجملة ، متّسعاً فنّياً دلالياً ، وصدىً عالياً في النص الشِعريَ ،
٠٠٠
الحقوق لا تسقط بالتقادم !
حيث يقول الشاعر :
( كيف اغتفرنا لأوجاعنا أن تذوبَ ، لنصحو
على بركةِِ مِن دمِِ ٠٠ ) *
(ليأتِ القاتلُ مُزَيّناََ بالنياشين و الأوسمة
فلن يجد في انتظاره
غير اثارهِ ) !
واذ يماهي الشاعر بين عناصر الطبيعة _ وبين شخوصه و مرموزاته :
( هناك حيث يلمع الجبل أبيض
بنجومهِ و بنادقهِ و جرحاه
ينحدر القمرُ مكفّنا بالثلج
ويهبط الموتُ كعقبانِِ حائمةِِ تَنقَضّ ) !
وفي النص : ( الجبلُ " أما زالَ يرتجفُ مِن البرد ")
اجتراح المفارقة ، لتأكيد الوجود بالفقدان _ و الفقدان بالوجود / الخيال بالولقع _ و الواقع بالخيال :
( لانعي
لا أكفان
لا مشيّعين
حتى ولا شاهد قبر
سلام
لشَعرِِ تبكيهِ الريح ) !
إن الفعل الشِعري مِن أصدق المنبئين عن : حياة الشاعر ، عن تجاربه الحياتية و الأدبية ، عن آلامهِ و مَسرّاته ، حتى من أقرب المقربين لشخصه ،
فمن القصيدة الكلاسيكية و أطوارها ، إلى الشعر الحر ، وقصيدة النثر ، مرورا بـ ( الزهيري ) ، إلى قصائد الهايكو و تمثيلها عالميّا ،
ما على القارئ إلّا أن يكون قارئاً ، لينهل مِن نهر الإبداع العراقي ، وشاعره الشاعر ٠٠٠
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ياسر العطية
20/9/2021
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ