أغصانُ الليل
————————
أزعجَ ما في الأمرِ ، عندما تستيقظُ في منتصفِ الليلِ ، تجد نفسك قد حفظتُ أسطراً كتبتها لك الأجفانُ في المنامِ ، تتلوها بينك وبين سريرك عن ظهرِ قلبٍ ، يجبرك الدفءُ على التقاعسِ في سحبِ قلمٍ لتكتبَ رؤوسَ الأفكارِ وتسمعُ في خيالك دندنةَ السكون ، عند الصباحِ تدرك أنّك لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ عما جرى ثمّ تنسى كيف ترتب أحجار الدومينو وضاعت منك خيوطُ الفكرة ، لذا سأساعدك في نفخ خاصرة الرمادِ قد تتوهجُ حروفها من جديد ٠
٠
في السطرِ الأكبر ، سؤالٌ في ثغرٍ معقدٍ ،
منْ يعطني حنجرةً لأصرخَ بوجهِ الباطلِ وأبصقُ على ما فعله الباطلون دون خوفٍ ولا جلل ، حريتي التي اكتسبتها بعد صراعٍ مريرٍ مع خزانةِ الملابس ،
أنّي بقيت كما أنا أطلبُ الحاجاتِ من الأزرار ،
الأفضل لي الآن أن استنشقَ الهدوءَ بلا رئةٍ ، زفيري هو الضجيج ٠
٠
اللظى يكسرُ جناحَ الماءِ أمام مرأى ضفافِ البالِ ، منْ يناول الأشرعة الناجية ساريةً لتكتب رسالةً موجهةً للموجِ الأحمق وبعد الإمضاءِ تدفعها بزجاجةٍ مغلقةٍ في عرضِ البحرِ النازلِ إلى محيطٍ متجمدٍ ، مضمون السطرِ الأوسط ،
تتكدسُ الاعذارُ أمامَ أبوابِ الرجاءِ بينما خواءُ الصمتِ رهيبٌ
في مغاراتِ الريح وكهوف اللجوء ٠
٠
على ما أظن أنّ المكتوبَ في السطرِ الأصغرِ ،
منْ يعيرني قنينةَ صبغٍ لأخطَ على حيطانِ السجنِ عباراتٍ قد يفهمُها السجّانونَ وأهربُ من نفسي فليس لدي مكانٌ أبوحُ فيه غير خلف القضبان ،
أننا بكتريا نعيشُ على جثةِ وطنٍ ،
نكبرُ ونتكاثر عندما نلتهمُ منه بشراهةٍ
هو يصغر … يضمحل ويختفي
يا ترى ما بقي من بلادي سوى خريطةٍ ترسمها الأطفال .
بعد شطب السطورِ من الجفون ،
أقولُ لك عند الصحوِ تباً للمناديل المشوهة للدموع ٠٠
………………
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٣٠ -٨ -٢١