أحمل مشعل أجدادي
الذين كانوا ينيرون البساتين
أجمع السعف و الكرب و العسك و الليف
كي أديم مواقدهم
دلالهم دلالي
و أباريق شايهم
اباريق أبنائي
و أحفادي
إلى يوم القيامة
العمامة التي اعتمرها جدي الأول
مازالت مطوية على رأسي
ربّما أنّكم لا ترونها
لكنّها ها هي
فوق رأسي
أمشي
وتمشي معي
أنام
و تنام
جنب وسادتي
..
المكتبة التي كانت تكتنز المخطوطات
مازالت في ذاكرتي
اتذّكر
كيف كنا أنا و أخي الأكبر
نزيل عن كتبها التراب
و نعفّرها بالكيروسين
كي لا يرين عليها العث
كانت خزاناتها ترهق كاهل الحمالين
و تشغل حيزاً واسعاً من الغرف
..
عندما مات أمينها
ماتت تلك المكتبة
على أيدي السفهاء
كيف لا تموت المكتباتُ على أيدي السفهاء
و قد كانوا سفهاء!!!؟
ماتت المكتبة
ماتت المخطوطات
أقول ماتت المخطوطات
ماتت أسماء مؤلفيها
عندما طبعها المبتاعون
بثمن بخسٍ
دراهمَ معدوداتٍ
و كانوا فيها من الزاهدين
نضّدوها باسمائهم
ربّما !!!
..
موروثات الأجداد العظماء
مثل السيوف اليمانية
مرهفة الحدّين
قويّة الحديد
شديدة القبضة
لكنّها
لا تعمل إلّا في يدَي
بطل !
رعدالدخيلي