(لمّا قيلولة.......)
لمّا رأيتُك
ِتحسستْ سواقي روحي
في ظهيرة من شهر( آب)
ظلّتِالريحُ تسفي
في حديقة ظمئي
والعصافير بلّلها الخوفُ
ونخلتنا تستحم بأحلام الشمس
وكوز جدي الغرنوق ثلمت شفتيه
قبلاتُ سنين الجمر
سرقتنا القيلولةُ بظلال سحرها
فكنتِ الرؤيا
رؤياكِ غيوم
ومطر
ونشيج
و عسل
وحليب
وجنان
طلبتُ من تهواها روحي
فلم أجدْكِ
إستيقظتُ هلعا
طلبتك
فلم تكوني معي
خرجتُ الى البرية
مهرولا
صرختُ
يانساء بابل
يا حوريات الازقة
يا أرامل الحروب
يا أيامى الأزقة
ويا صبايا الفجر
أين حبيبتي؟!
حبيبتي التي طلبتْها روحي
سألتُ العشب عنكُ
سألتُ
الاورادَ
النخيل
الطيور
النهر
الأيائل
الثعالب
الذئاب
سألتُ
الريحَ
النجوم
الغيوم
التراب
النار
الهواء
سألتُ
أمي
اخوتي
جيراني
خلاني
اين مضت حبيبتي؟!
حبيبتي التي تنحني نخلتُنا لجمالها
فلم يجبني أحدٌ
كأنهم سكارى
وما هم بسكارى
و الطيرُ صافّاتٌ فوق رؤوسهم
بكيتُ
هرمتُ فجاءة
تساقطتْ اسناني
تناثرَ لحمي
يبسَ جلدي
تشققت شفتاي
سقطَ قلبي
باكيا
فرأيتُكِ فيه
تبحثين عني بجنون
يا لَحزني!
ويا لَحزنك!
فالاحلامُ
تسرقُنا بخبث ساحر
في قيلولة ظهيرة من شهر (آب)
حين تكونين
معي ولمّا
أكن معك
وحين أكون معك
ولمّا تكوني معي
فيا لخديعتنا
الكبرى!