الشاعرة العربية بين الكلمة والجسد!!!
................
ثمة حقيقة علينا الاعتراف بها أن الأنثى العربية غالبا ما تعامل كجسد مهما ارتفع شأنها ولا تحيد نظرة الذكر عن هذا المسار وإن ادعى بعضهم باحترام المرأة ككيان عقلي يكافيء أو يزيد قليلا عن إمكانات وقدرات الرجل.
ولست في هذا المقام معبرا عن وجهة نظر شخصية بل إن معظم الدراسات المسحية التي أجريت على مستوى عالمنا العربي أكدت ذلك وبأرقام مخيفة.
كل ذلك يشير إلى أن كل ما نسمعه عبر وسائل الإعلام عن تحرر المرأة العربية هو أكذوبة أطلقتها جهات همها مغازلة الغرب والتوقيع الشكلي علي بروتوكولات دولية كجزء من التطبيقات السياسية وهي لاتتجاوز ( الحبر على الورق).
وانسحبت فكرة احترام حقوق المرأة المزيفة على الأدب فحين يسأل أحدنا عن الحراك الشعري النسوي لا نتواني عن كيل المدائح على منجز المرأة الشعري ونستشهد بأسماء منهن لا يعرفن أنهن شاعرات اصلا، والسبب في ذلك ليس قيمة مالديهن من إبداع بل لما يملكن من جمال اخاذ شريطة أن لا يكن من الأرحام كالاخت أو الزوجة مثلا فالعقل العربي يرفض أن تكون الزوجة شاعرة وأن قبل فعلى مضض وربما يقود ذلك لمشاكل تبدأ ولا تنتهي.
هذا النفاق الشعري أسس لشاعرات (الاجساد) يتهافت عليهن أشباه الأدباء وانصاف المثقفين.
وفي أحد المحافل الثقافية طرق مسامعي اسم شاعرة شغلت الأضواء وانصرفت لاستقدامها قنوات إعلامية تهتم بالشأن الأدبي وكأن الذي خلقها ما بث برأس سواها موهبة الشعر.
وحين جاء دور الشاعرة العالمية أخطأت في كل شيء وتلعثمت واسمعت الحضور ما لا يجنس ادبيا.
وبذات الوقت هناك شواعر كثيرات في الظل أو العتمة اللعينة لسببين لا ثالث لهما الأول أن زوجها أو ابوها أو ابنها يرفض أن يطلق عليها لقب شاعرة وهذا الطيف الكبير من مبدعات مغيبات والآخر انها عنوانا للقيم الأخلاقية وترفض أن تعبر للشهرة من تحت سرير.
ولا أريد أن أفهم خطأ فالحالة لا تعميم فيها إنما الأكثرية وخير مصداق ما أشرنا له في مواضع سابقة من دكاكين ثقافية لاتختلف كثيرا عن بيوت الدعارة بكل معانيها.
... ادفع تمنح لقبا علميا لم يحصل عليه نيرودا... غض الطرف تمنحين قبل الفجر شاعرة الوطن...
ويصلح القول هنا أن هناك من الشواعر ما تفوق أشهر الشعراء عطاءا من حيث القيمة الأدبية الفنية قررت العزلة من التابوين المشار إليهما وهناك من يتهافت الشعراء للكتابة عنهن... مشهد ثقافي كل يوم يصيبه الهزال.