الايروسية في المنهج الشعري عند الشاعر الحسين بن الحسين بن خليل في نص /(اخرجي من الصندوق)
المقدمة -
من اخطر النصوص الشعرية في القصيدة المكتوبة بالاسلوب (الايروسي) التي تدفع الشاعر الجميل الحسين بن خليل للخوض في مجرياتها الانفعالية ضمن الحركة الواقعية في لغة الجسد وما يترتب عليها من آثار كبيرة ، فالخوض فيها يحتاج إلى قدرة كبيرة من الصورة الشعرية وكذلك التعبير الذاتي للنص احيانا و اللجوء إلى الرمزية وبكل أشكالها لإيصال تلك الانفعالات لأن الشاعر مرآة تمثل كل مايدور في مخيلته الغرائبية وتلك الإيماءات الرائعة في نص مختلف ، رغم التحفظ للواقع الشرقي الذي ابتعد عن تلك المجالات والذي ترفضها المجتمعات الإسلامية المحافظة لتلك الكتابات ...
التجربة رائدة في مجال الكتابة الجريئة والتي تحمل آثارا لها قيمة كبيرة من التغير المطلوب في زج تلك الأفكار بواقع جديد وحديث لأن اكثر الادباء مارسوا وكتبوا بالادب الايروسي الأكثر جرأة من من قصائد الغزل والنشيج العاطفي بجرأة العاشق الولهان بحب شفيف خال من التشهير بمكنونات العاطفة العميقة ،
لذا من الواجب علينا أن نشجع تلك الكتابات الرمزية ومايريده الشاعر من إيصال رسالة واضحة المعالم في عمل التغيرات مابعد الحداثة برغم أن الشعراء يحدوهم التردد والخوف في هكذا كتابات ترتقي احيانا إلى مناطق الجسد ...
المدخل -
(كلمة أيروتيك مشتقة من كلمة آيروس أي جنسي وشهواني ، والأيروتيك هو جزء من ثقافة قديمة تنطوي في جملها على الفكر بشرائعه وعاداته وتراثه المكتوب والشفهي والصور التي تناولها المفكرون والمبدعون شرقاً وغرباً ) ...حيث أن العرب اول من كتب عن الجسد بطريقة فاضحة وهناك شعراء كثر استخدموا الجسد في قصائدهم أمثال امرؤ القيس و الجاحظ وأبا نواس ...وكذلك في كتابات التيجاني والكثير الكثير لامجال
لذكرها ...إذن أن الكتابة الايروسية كتابة معروفة ولها روادها
وجمهورها ...
وهنا لابد الاشارة إلى الأسلوب الرائع الذي اعتمده الشاعر على تكوين الصور الخيالية للصنعة الجمالية والكلمات الموسيقية والتي تصاحب المظهر الانفعالي العميق للأسلوب الادبي فتظهر جمالية الصفات الحسية الهادفة التي تؤدي في آخر المطاف إلى إنجاز تقني كبير، وتشكيل المعرفة العقلية والتركيبة في نتائج جيدة من خلال هذا التطور والتجديد في مجال الكتابة، وكذلك الاعتماد على الإيقاع الخفيف التي تمتاز فيه روح المعنى والجمال.
النص للشاعر الحسين بن خليل
أخرجي من الصندوق
المحبرة التي أتكور فيها تتسع
لتكون أريكة..
المقبض إلى ليلة خارج أسوار البرود
تتداخل في أحشائه نوايا لا يمكن عدها سوّية
لا تدلقي شرورك
وأنا لن أدخر شهيقاً ولا زفيراً
امام عيون اللوحات الماكرة
اسبلي أوردتك
هذا الحبر يكفي لأعبئ به طريقاً مجوفة شهواته
أخرجي من قبضة رخوة
أنا أنزاح من الأماكن الأكثر ضيقاً
الأكثر اتساعاً
الأكثر نسياناً لامرأة مثلك
أتذكرك كمشرط في أمسية
كعود ثقاب في سوق ممل
كنهد في نهر لا قاع فيه
كصراخ جنود فاتهم العصف
كمحبرة لا زوايا ميتة نختبئ فيها
هذه الدنيا اطارات
وأنتِ عدسة مثلومة
لا تقتعدي سمرة البساتين
قبل ارتداؤك
حزام بنفسجي تجيدين لفه على خصرك.