(شاعر بلا صيد.. )
... ليست كلّ ذئابهِ،
مصابةً بداء البراءةِ،
هو من يقول ذلك،
وهو من قادَ القطيعَ إلى غابتهِ البيضاء،
هو من يسردُ للأشباح قصةَ كيفَ نهضوا،
بنوا للظلام مُدناً،
وميراثاً داخل معاطفٍ من الرماد،
معلقة على جدار من الريح،
فيا لجيوب الليل التي..
تعبثُ..
تتناسلُ..
تولدُ.. فيها القصائد،
لا أسمَ لها،
لا خرائطَ لدمها المتخثر..،
ويقول.. "كلُّ شيئ يبدو جميلا" ،
سأرقّعُ فجوة الليل..
بظهيرةٍ رعناءٍ من النهار،
كل شيئ يبدو جميلاً،
وأنا خليفتي في غابتي،
أسوس رعية الظلام بعينينٍ يفضحهما الظلام،
ثم أعود مختفيا في النهار،
أرسمُ صداقةً مع آخرِ ذئبٍ أصطدته،
أو أصطادني،
لا فرق..
ولا مفرَّ من ذلك،
حضيرة من الجياع نحن،
نقتاتُ على حليب هواجسنا،
حسناً.. أنا أجتّرُ دائما ، إنني خليفة في غابتي البيضاء،
فما عساي أنْ أفعل سوى أنْ أطارد آخر أو أول ذئب سقطتُ في فخهِ،
وأطارد آخر نوبة جنون،
حصيلتي في شباك الصيد،
صيدٌ طيب وخبيث،
هكذا هو..،
متمكناً في أقامة وليمةٍ من هواجسهِ، لهواجسهِ،
ضائعاً،
حيث الضياع صيدٌ لا ثمنَ لهُ..
حميد محمد الهاشم/العراق