أخمّنُ أني أخطئُ دائما في تفسير الأشياء
أذكر أني رأيت ذات يوم لهيبا يخرج من جيب شجرة
فطننت أنه قد يكون لوحة موسيقى
أودعها عاشق فاض به الشوق على جذعها
ففاضت نحيبا
وفّرتُ دلاء الماء لعطش قلب العاشق
أذكر أني سمعت صراخا يأتي من بئر
قلت لا بد أنه غريق يستنجد المارة العطشى
رميتُ الحبل حتى آخري
لم يخرج شيء
كانت الماء تشكو للصدى وحدتها
فعكّرتها و نسيت أني بلا عطش
و في يوم رأيت امرأة تسيل جمالا
تطل نحوي و تبتسم
فأخرجت قلبي على عجل
اقتربت مني و قالت
كم تشبه خيبتي السابقة
البارحة هزّني الجوع
أكلتُ رغيفا من الصبح
كان بارد و لم يُغنّي
نسيت أن فاتحة الأشياء
وشاية لم تُختبر
لازلت أخطئ في تفسير الأشياء
الشبكة التي تخرج فارغة
أظن أنه لم تزرها الطرائد
متغافلا كل المساحات الخالية في جسدها
تلك التي
تمر منها التفاصيل الصغيرة