"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
// لم يشهد التاريخ العربي والأسلامي بل تاريخ الانسانية أن قائداً عسكرياً قد طلب من جيشه التخلي عنه وابقائه لوحده في ساحة القتال ليلاقي مصيره المحتوم أو انه وقف قبل القتال يبكي على الجيش المستعد لقتله الا الأمام الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام وهذا انما يدل على ان الحسين ما خرج ثائراً لاهداف دنيوية ضيقة أو طمعاً بمنصب أو امتيازات بل انه خرج ثائراً من اجل تصحيح المسارات الخاطئة والسياسات المنحرفة عن نهج جده المصطفى (ص)
وثوابت الرسالات السماوية السمحاء هادفاً لنيل إحدى الحسنين (( الانتصار للحق أو الشهادة من اجله ))
لذا نجد الأمام الحسين (ع) ليلة العاشر من محرم يجمع اصحابه لا لكي يحثهم للمزيد من الثبات في نصرته والدفاع عنه حتى الموت بل ليطلب منهم أن يجعلوا من ظلام الليل ستاراً لينسحبوا من ساحة المعركة والخلاص من موت محقق كونهم ليس هم من يستهدفهم العدو قائلاً لهم أن هذا الجيش يستهدفني أنا وحدي وان قتلني فلا حاجة له بقتل غيري فما ذنبكم تقتلون معي --
فهل شهد التاريخ مثل هذا الأيثار ؟
// وفي صباح يوم العاشر وقبل بدأ النزال وقف الامام الحسين يرمق إلى الحشود الكبيرة من جيش عمر بن سعد وقد احاط بمخيمات الحسين من كل حدب وصوب ودموعه تنهمر على لحيته الشريفة ويتمتم بكلمات بينه وبين نفسه وعندما قالت له اخته الحوراء زينب (( اراك يا اخي تنعى نفسك وتبكي فما عهدت بك ذلك فالقتل لكم عادة وكرامتكم عند الله الشهادة ))
فقال لها لا والله لا ابكي على نفسي ولا ارهب الموت وانا ابن حيدرة الكرار ولكنني ابكي على هولاء سيدخلون النار بسببي))
فهل هناك رحمة كرحمة من يبكي على عدوه خوفاً عليه أن يدخل النار بسببه ؟
انه الحسين ولا غير الحسين يرتقي إلى هذه الدرجات العليا من الأيثار والرحمة
ولم لا وهو سبط من بعثه الله رحمة للعالمين ونجل من فدى نفسه للاسلام عندما نام في فراشة ابن عمه الرسول الاكرم ليلة هجرته إلى المدينة وهو يعلم ان هذه المهمة ثمنها حياته لولا لطف الله وحفظه
الحسين ثائر وقائد اصلاح لا يتكرر ---
