التلاحم اللفظي ونقاء الصورة الشعرية عند الشاعر جبار الكواز ..
المقدمة / اولا
________
حين أقرأ لهذا الشاعر الجميل ينتابني شعور غريب جدا ..واتسأل مع نفسي كيف لهذا الحالم أن يبني القصيدة بتلك الروحية الفذة وكيفية التعامل الشعوري المرتبط والمحسوس من خلال تفاعله التكويني للحدث واستخدامه الرائع في بناء الجملة الشعرية المعتمدة على نقاء لغته واختياره لمفردات جميلة تحاكي النفس ، لست سوى قارئ يتعلم من تلك المدرسة الكبيرة في عملية السبك اللغوي والسردي الممزوجة بهيبة الجمال والروعة ،
الموضوع وهو الاهم في تقديري لتلك الأمور المسكوت عنها في الشارع الثقافي عن كيفية التلاحم اللفظي ونقاء الصورة الرمزية ومايريده في عملية البناء الحقيقي لتركيبة النص وزج بعض الجمل والمفردات النقية بصور تثير المتلقي بصورة أكثر جدلية ضمن تجليات نفسية واظهار الجوانب الإيجابية والاعتبارية الصادقة ، والذي يتماهى مع تاريخه البابلي وقيثارة عشتار تمازج اثار بابليته بشئ من الرصانة والهيبة ..مثابر كفوء على كل المستويات التي كتبها من نصوص أو نقودات خلال رحلته الإبداعية التي تزيد عن خمسين عاما في الابداع والتميز، ومن صفاته التي تأثرت بها
١_ الصورة الشعرية ذات النبرة المتفردة وتشكيل الهمسة النادرة التي تشكل لوحة الوفاء قل نظيرها ،
٢_علم الكتابة التي ترسم آفاق البوح فأنت في عالم الكواز الذي لا يشبه إلا ذاته.
٣_ إضافة إلى الحس الداخلي للنص والأصوات التي تختفي خلف حداثة المعنى، مع رسم الصورة الشعرية دليل وعي الشاعر ، معتمدا على نسق يعالج فيه خطوات مثمرة ووضع المعالجات بالأطر الزمكانية وتحويل السبل الجدلية ضمن المفاهيم الشعرية سواء كانت معالجات فكرية تنعكس على واقعه الحقيقي او الخيالي وفق صيرورة مجردة ضمن ازمنة متفاوته حسب ما يمليه عليه الضرف الاني ، معتمدا على جمال الترميز الخفيف لإيصال فكرة النص دون الاقحام بجمل وعبارات تناسب هواجس الحدث.
نقاء الصورة الشعرية / ثانيا
________
لنختار أحد نصوصه الجميلة وسترى ايها القارئ جزالة اللفظ والتلقائية المقارنه بالايقاع الداخلي للنص
وماهو المعنى الذي دفعني للكتابه عن هذا الشاعر؟
وماهو السر خلف تلك الاضاءة؟ وماهو تأثيره على الواقع الثقافي والفكري على الساحة الثقافية والفكرية ؟
كل هذه التساؤلات هي إلا بعض من وفاء لهذا القامة الشعرية العراقية ..فتحية الأخوة الصادقة والمهنية الخالصة .. لإثبات حسن النوايا فيما بيننا ...
لك حبي واحترامي وتقديري
النص .../ ثالثا
____
أكتبُ ولا أحدَ يسمعُني
أهمسُ...
أحلمُ...
وأكتبُ وحدي
أستدعي أيامي
وأستدرجُها
يوما، يوما
فتبكيَ مع أوراقي وقلمي
أقولُ لها: تلك أيامٌ لن تعودَ
لا نفعَ لبكائك وأنتِ
تعيشينَ غربةَ المحاقِ
فوق منضدةٍ كهلةٍ
تنازعُ مثلَك البكاءَ
صريرا
فتبكي قبلي
والليل يبكي معها
وهو يمسحُ دموعَنا
بظلامٍ أبكمَ
وبمزيد من ذكرايات
ظلّتْ تبكي أيضا
نبكي معا...
(جوقَ) بكاءٍ أغرقَ
الفجرَ
فتخضّبَ حزنا
وهو يرانا في شروق يبكي فوق
القبابِ
والمنائرِ
والنخيلِ
ولا يسمعُنا أحدٌ
فمن يسمعُنا
.الان؟!
و
و
و
غداااااا