ريم علاء محمد
أ وتبصرُ الـعينان فيـكَ رحيــلا؟
وأنا حـسبتُكَ في الفؤاد خليـلا
ودسستُ نيران الشعور بخافقي
فأزداد نبـضي في هواكَ علـيـلا
فيـكَ الـمحـبة اصبحتْ كسفينةٍ
غاصت بــامـواج الغرام مـيــولا
أَمضي وراء الـعطر عمرًا ارتجـي
بعض الـوصال فـأرتضيه بـديـلا
ارجع فنبض القلب أرهقهُ الجـفا
ومـضى يفتشُ في مداكَ طويلا
مَـن يقنـعُ الـقلـب المتـيم ليلـة
أن يـسـتريـحَ من الـعنـاء قـليلا
وكـأن نار الهجر تغـلي في دمي
لـتـزيد قـلـبي شـعلـة و فـتـيـلا
حتى أضعتُ على الحدود مسارنا
و رحلتُ أبحثُ في الفراغ دليلا
وتـعـثرتْ بـالـهـم راحـلـتـي وما
لاقـتْ لـقربـكَ والــوداد سـبـيـلا
ما عاد لي نبـض يزاحمهُ الأسـى
قد بـات صبري في الفراق قتيلا
مـاذا لو إقتَلعَ الغـياب سـعـادتي
وغـدوتُ في رحـمِ الهلاك نـزيلا
هل تعتلي يومًا بنـبضكَ نـبضـة
وتـردد الأشـــعــار فــيَّ هـديـلا
أو عـنـد بابي تـستـريح كـغـيمة
فأراكَ تُحيي في الجفاف فصولا
أو تـرتمـي عند اشـتياقي وردة
وجدتْ بأنـسام الصباح قـبــولا
مـا مـر مرسـال بـفـكـرة عاشـقٍ
إلا أقــمـتُ لــراحــلــيـهِ عـويـلا
حتى بلـغتُ من الحـروف مكانة
لا تـسـتطيع مـع الـبـكـاء نـزولا
وصلتْ لمنتصف الصراخ ولم يعد
في جوفها صوت يـضج ذهولا
وكـأن أقـدار الشـقاء صنـيعتي
لـمــا انبريـتُ لساكنيه هـطـولا
فاستنفر الـوجد المهذب قـائلا
ما عاد صمتكَ بـالـفراق جميلا
.......
مـن يوصل الأشواق يومًا للذي
مُذ غابَ ما عاد الـهـواء جزيلا؟
وتقطعتْ سـبلُ السعادةِ حينما
رسمتْ خطاهُ على الدروب رحيلا.
_______________