أجارّتا والإبلُ المُقدس
........
ضرغام عباس
تبًا لكِ أيتُها الأرض
لم أينعْ
ولم أنتهٍ من نسج أحلاميَّ
عن الربيع الهشْ
حيثُ أكونَ شابًا يافعًا
يثورَ المنجل لإنتصابهِ
وهو ينتظرُ فتاةً ترتدي الرّيحَ فستاناً،
تبًا لكِ أيتُها الأرض
فمنذ سلبتيَ كوخيَّ الصغير
و للرصيفِ فمٌ ويدان
يحتضنني كل ليلة
ويقبل قدميَّ بحرقةٍ
ويقول:
"شرخُنا نفقٌ طويل لا يؤدي إلى الله"
فأتموجُ كـالافعى على صدره
خالعًا خطاي
خالعًا وطني
فـلَمْ يُعد وطني، كفني
أنا الان ريشةُ أوز
حافيةُ الأبوينْ،
تبًا لكِ أيتُها الأرض
أيتها الملعونةُ فينا
كفاكِ تلوحينًا،
ألا يمتلؤ رحمُك
فـكم قاصدًا لدفئك قد حرقتي
وكم قيسًا بثغرك قد مضغتي
لا يغركِ زئيرُ الثعالب
وأسدُ اللهِ صليبٌ مكبوت
لا يغركِ ولا يغرُنا
قولَ درويش
على هذي الأرض ما يستحق الحياة.