recent
أخبار ساخنة

بنية الحضور والغياب في قصيدة هكذا أمحى في الغياب للشاعر عمار المسعودي. د.عمار الياسري

بنية الحضور والغياب في قصيدة هكذا أمحى في الغياب للشاعر عمار المسعودي.
            د.عمار الياسري 
ثنائية الحضور والغياب بنية متلازمة اشتغلت عليها المناهج النقدية الحديثة، فالمنهج البنيوي يرى فيها صراعًا جدليًا ما بين البنى العميقة والبنى السطحية؛ إذ يرى (سوسير) إن اللغة نظام من الاختلافات، وهذه الاختلافات تقود إلى معرفة البنى المتحكمة في النص من معطيات المعنى لذلك الصراع، في حين ذهبت مناهج ما بعد الحداثة إلى معنى مغاير، إذ يرى (جاك دريدا) إن ثنائية الحضور والغياب في الاستراتيجية التفكيكية تشتغل على حضور اللفظ وغياب المعنى، ولكن هذا الغياب يرتبط بأثر جمالي يكمن في طبقات النص، ولو تابعنا نص المسعودي (هكذا أمحى في الغياب) نلحظ الحضور والغياب على وفق الثنائية البنيوية كما نقرأ :
أنا في الانحدار لا تحاول الامساك بي.
إن تركيب الجملة يشي بمجسات الغياب من خلال الانحدار الذي وصفه الشاعر في قصيدته، ثم يقول في مكان آخر :
 لا مشبك على شعري سأضع بعد غيابك.
والغياب هنا هو إخفاء مؤقت لبنية الدلالة.
لكنه يعود إلى الحضور البنيوي حينما يقول :
 إذ لا رياح سوى رياحك ستنال من تسريحتي.
وهنا تتضح بنية الجدل المفضية إلى تأويل لا متناه من المعاني، في حين كان الأثر الدلالي على وفق استراتيجية التفكيك مائزًا في قوله :
 أنا في الدفء.
يشي بحضور قادم للمعنى على الرغم من وضوحه ولكن هناك أثر خاف في بنية النص يتمظهر في قوله :
أي شتاء سيكون من دونك. 
ومن خلال النصين ندرك العلاقة ما بين الغياب والأثر التي تتجسد لاحقًا حين يقول :
 لا رياح سوى رياحك ستنال من تسريحتي.
إن تركيبة النص لدى المسعودي توافق التقعيدات الفكرية والدلالية للمناهج الحديثة وما بعدها، إذ تعد مشغلا تطبيقيا مائزًا لها.
*القصيدة من كتاب فقه النشوة.
google-playkhamsatmostaqltradent