المعدان
المالئون خوف الخنادق
ضجيجا بعزائمهم
المستشهدون في الشرارة الاولى
وقبل وقف النار بساعة واحدة
القابضون ريحا عند النهايات
سحنتهم بلون الحنطة ،
وروح القصب
اللاطمون لطم (شمهودة ) عند النفير
الباذلون أنفسهم لإشتهاء الرصاص
الآكلون أنفسهم في كل مسغبة
العاشقون حد الفناء
الحزانى عند الوداع
المبيَّضة أعينهم عند الفراق
الجزعون على موتاهم
حد الإنطفاء
المغرمون بجواميسهم
الطامسون معها حد الغرق
المتبادلون معها القبل عند الصباح
الطيبون مثل أرغفة الرز
المطبوخة على (رباخ) القصب
قلوبهم مثل الغرانيق
مشرعة كبيوتهم
بيوتهم بلا أبواب
صوب الجدي بين المشرق والمغيب
الذائبون بعلي حد العبادة
اللابسون راية العباس كوفيات
على رؤوسهم
المغرمون بالماء كالسمك
الحاملون بين أضلعهم قلوبها
النابتة على أظهرهم زعانف من قصب
الموشومون على أصداغهم
ومعاصمهم
نساؤهم ينعنَّ أنفسهن
وهنَّ لا يزالنَّ على قيد الحياة
كنعيهنَّ الغائبين
يعملنَّ من الخيط الابيض
حتى ظهور الخيط الاسود
يقفن على (ساق واحدة )
على ظهر الزوارق
المذعنة لغرافاتهنًّ
يستقبلن البراهين والخضيري والمسَّكة
في أول الشتاء
يتحاورن معها بشغف ووجد
يتهادين الريش والقبلات خلف الاجمة
يكرهن الوداع
يتحاشين الحديث فيه
فسماء قلوبهن ملئت بالندوب
كالنجوم المعتمة
العاشقات من دون بوح
المهشمة قلوبهن بزواج البدائل
نساءٌ دارميات
يحشَّن الكلام شعرا من شغاف قلوبهنَّ
كحش القصب
البسطاء مثل نوايا السواقي
المهمشون من كل سديم النجوم ومواقعها
المخدوعون أبدا
ببياض أنياب الكلام
المعدودة أنفاسهم عند الطغاة
القلقون أن بللت شفاههم
غيمة من الضحكات
الماسحون من الثأر أتربة السنين
المعيرون بأصالتهم
الموصفون بالشروكية المالحة
البانون بيوتهم من الطين والقصب
المسمرون قبضاتهم على عيدان المساحي
المحمصون (طابكهم ) على نار (المطال)
الزارعون العيش بيادر عشقٍ
الحاصدون خيباتهم كتما
الراسمون الحرف على جبين الرقم
النازفون حناجرهم عند الغناء
لا يدخلون الى زرائب حيواناتهم ومراحها إلا حفاة
لا تنجُ ثورة من دمائهم
الخائفون على (بختهم )
من أن يداس بالباطل
الحامون الدخيل
لو كان جرادا
النائمون على التراب صيفا
طمعا (بالعافية وبرودة الكاع)
اللائذون بنار الغضا وقلوبهم
عند الشتاء
المسرفون بالخصومة بينهم !
المعدان أقصد
بسيم عبدالواحد/ العراق