recent
أخبار ساخنة

جماليات الأشكال الوجيزة/عبد علي حسن

* جماليات الأشكال الوجيزة 

                           عبد علي حسن

    في منشور سابق لي حول ادب الفيسبوك والذي كان ردا على العديد من الأدباء الذين استهجنوا ما ينشر على صفحات الفيسبوك من أشكال شعرية او سردية او مقولات  يفتقر الى الرصانة الأدبية والفنية . ووعدت بتفصي الظواهر الأدبية الجديدة التي انتجها هذا الأدب لخصوصية جديدة في وسائل الاتصال التي لايمكن تجاهلها او ادارة الظهر عنها ..فقد اصبحت هذه الوسائل الجديدة واقع حال ..ومثلما تتميز المنجزات الأدبية الورقية بالجودة حينا والرداءة حينا آخر كذلك فإن ماينشر على صفحات الشبكة العنكبوتية له ذات المعايير ..ومن هذه الظواهر هي ظهور واتساع في نشر اشكال وجيزة شعرية كقصيدة الومضة او القصة القصيرة جدا او قصة الومضة والمقولات المتمتعة بأثر ادبي وفني ..على ان هذه الأشكال لم تكن بديلة عن الأجناس التي خرجت من رحمها . الا ان ظروفا جديدة وخاصة بالطبيعة الاتصالية لصفحات الفيسبوك كالتسارع في حركية العصر الراهن وتسارع الاتصال ذاته لاتاحة الفرصة امام الآخر المتلقي للاطلاع على اكبر عدد من المنشورات المتضمنة لهذه الأشكال ..ولم يتوقف النشر لهذه الأشكال على الهواة والمبتدئين وانما اسهم العديد من الادباء والكتاب الذين امتلكوا تجاربهم الأدبية الخاصة بهم وربما صدر ورقيا عدد لايستهان به من مجاميع هذه الاشكال وعدت من تراث ومنجز هذا الشاعر او ذاك وهذا القاص او ذاك. 
لقد اتسمت هذه الأشكال الوجيزة التي تمتد جذور بعضها الى عقود ادبية سابقة وبعض منها افرزه ادب الفيسبوك كقصة الومضة ، بآليات جمالية وبنائية منحتها صفة التميز والتأثير والظهور بمظهر ادبي لايمكن استسهاله وعده من هوامش الأجناس الأدبية المعروفة ..ولعل من هذه الجماليات المهمة والمؤثرة هو قول الكثير بكلمات وجمل قليلة وأحسب ان هذه المهمة الصعبة لايمكن توفرها الا في تجارب المتقدمين الذين خبروا اسرار الكتابة وفنونها .أخذا بالقول العربي المأثور ..اختصروا اختصروا اختصروا حتى يكاد كلامكم يكون امضاء ...
او خير الكلام ما قل ودل ..لذا فإن جماليات هذه الأشكال في قدرتها على احداث التأثير في المتلقي على ان يكون ذلك بإجتراح شكل بنائي يستوعب المضامين الجديدة المنزاحة عن مألوف القول وأستهلاكية لغته المطروحة على ذهن المتلقي والقريبة من تصوراته وتوقعات افقه . وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ..آخذين بالاعتبار الشعور بالمسؤولية الثقافية وعدم التسرع في طرح التجارب بحجة سهولة ومجانية ماينشر تزجية للوقت ليس الا . .اذن نحن مقدمون على عصر جديد ينبغي ان يصاغ مايعبر عنه بصياغات جديدة تترك وتهيء الفرصة للنقد ان يضع يده عليها بإتجاه وضعها ضمن النسيج الثقافي وتقعيد الجديد منها 
--------------------------------
google-playkhamsatmostaqltradent