قراءة نقدية تحاورية مع احمد ضياء
للقارىء : شاكر عبد العظيم جعفر
ليس قلبا ما يتبض ، وليس شعرا مايكتبه ، فقد قمت يا احمد بازاحات القلب والشعر ، فالقلب / نبض والكتابة / شعر ، وما ابقيت لنا هى النبض والكتابة وثمة وجه سيدخل رقعة التماهي والوجد ليتكون لنا عبر نصية الشعرية غير القارة او الساكنة ثلاثية (القبح ، الجمال، ومابينهما) فثمة نبض وقلم / احمد ضياء ، ووجه /الحبيبة ( عيونها تنى ور مستعر ، بحضورها وغيابها المتوحد بتأثيرات الظهور والغياب بفعل واحد هو الوجع المتصاعد بامواجه المتلاطمة حد الوجع في ذات احمد..
وانت يا ابن الشعر لا تقتفي اثر ما يكتبه الشعراء لان نصك يقطع مسافات لم تقطع بعد ولم يسير على حروفها احد قبلك ، فهو وجدانك النامي حبا وشعرا يكتبك وتكتبه . فكتبت هذا النص القلب / ومساحتها وجه امرأة بمعنى الانوثة ينبض بشغف وحب ، وبذلك فأنت تكونن النص ، وتجندره ، وتراوغنا عبره لتقدم ذوات انسانية خاضعة لسلطة القهر وبذلك فلا ملامح ولا هوية تشير الى محلية الاداء النصي بل الى انسانوية الحضور . وانت تشعرن المتناقضات بنسقية لا مألوفة ( مبخرة ، بطين ايسر ، ابهر ، تنور ، ارقام )
لا شىء يجدي نفعا
ويتماهى الشعبي ( اخوط) باللاشعبي (لم يكن شايا) ، فماذا كنت تخوط (انه الالم ، الالتياع ، المرارة ) فلا شيء يتحقق ولا شيء يجدي نفعا ( تلك هي العلة يا احمد ) .
انا القاريء اعلن تمرحلاتي الشخصية في الجمل الصادمة / الضاجة بعوالم الحاضر والفضاءات اللاهبة ( الكلمات محبوسة ، الارض منشطرة ، السماء ملبدة في عتلات قلبي ) ويشتغل نبض سابق ( لا شيء يجدي نفعا) لان الكلمات محبوسة والارض منشطرة والسماء ملبدة في عتلات قلب احمد ضياء (بطل النص المقهور على امره) فكل شيء نبض ( الكلمات ، الجمل ، القرارات النابض بها هذا النص ، بتشاكلات لا تتموقع في جسد النص بهدوء ، بسبب تلاشي الروح وتشظياتها فأحمد يفصل ذات الحبيبة / روحها وفق ماديات اعضائك الداخلية ( القلب ، الشرايين ، الرئة ) ومن ثمل تحيل ذاتك روحا على ماديات وجهها ( العيون وحاجبيها ثم سينوغرافيا الجمال في قسماتها .
وهنا اعود الى ذاتي التي اخذت تذوي او تذوب كما شمعة لم يبقى منها سوى الذوب فأعود كقاريء يستمد نشاطه الذهني من مفاجئات التنقلات ( الطبيع - جندرية ) فأحمد قد جندر هذه اللوحة والكلمات لعلن عن تذاوت ( الانثى في الرجل ) و (الرجل في الانثى) ، ليتحولان جندريا الى كاىن ضوىي مشع ، لكن الواقع السلطوي بحساباته وارقامه وتداخلاته يغزو هذا التلاقي الروح - جندري ) لنعرف ان للروائح 50000 نوع يميزها الاخرون الا احمد فهو يميز رائحة الحبيبة حسب والغشاء الداخلي للقلب باللغة الاصطلاحية (طبيا) Endocardium .
وتعود يا احمد مجددا للملة هذا شتات الواقع الصاخبعبر غشاء القلب الذي يرتسم في تقطيبة حاجبيها وبهذا تنطلق الاصوات الخجولة ثم الموت /البكاء / الموت الوسوم بالنور .
واحسب ان هذا الخطاب النصي الرابط بين الذات وذاتها (الحبيبين احمد وهي) وبين الذات والواقع ( تذويت قسري لاحمد) وبين الذات وابعادها الميتافيزيقية ومن ثم الذات والوجود .
وعبر كل ذلك يستمرىء احمد افتراش ذاته الموجوعة ويشاطرنا روحه عبر ما تتعرض له من قهر جندري وقهر ايديولوجي وربما قهر ثقافي حاكم يفصل بين الذات وذاتها ، وهكذا يسجل احمد في دفاتر النصية والشعر نصا مغايرا جديدا لم تألفه ذائقتي الساكنة لاعلن انه يغاير حتى مجايليه وبكل جدارة .
2 حزيران 2021