مجلة وتريات قصيدة النثر

________

المقدمة ..

حينما تقترب إلى كتابات الشاعر العراقي المغترب الاستاذ يحيى السماوي تشعر وكانك أمام شاعر عرف كيف يعزز قدراته الفلسفية المعتمدة على تلك الرؤية العميقة من حيث التركيبة النفسية القريبة إلى الايجابية  وكذلك من خلال التتابع عن كثب مجريات التحليل الذاتي للنص من خلال خلق الصورة التأويلة في وجة نظر قريبة جدا إلى النسبية بأبعادها القريبة إلى الفلسفة والمناهج التجريبية وصولا إلى عوالم البحث والتقصي ، في قاعدة منطقية قريبة إلى المعنى الواقعي ، والذي يحلق بك في فضاءات ربما تكون شاسعة جدا معتمدا على بناء الصيغة الشعرية المحدثة القريبة جدا للانطباعية مع الحفاظ على اسلوبيته القريبة للشعر الحقيقي ومراعاته لشروط وضوابط القصيدة العربية . متمسكا بالقصيدة الخليلية ومزج الثقافتين في بوتقة واحدة .. والدخول  من النزعة المادية الصادقة القريبة إلى معالجات نفسية يتعمد فيها الشاعر كأسلوب ربما يصل إلى عقلية المتلقي ضمن المنطق الإنساني ...

الحس المختلف ( المتضادات) 

نص ١ ...

ليس نرجسياً البلبلُ الذي يرى أنّ زقزقته أنغَمَ من قرع الطبل ..

و ليست نرجسيةً الحمامةُ  التي ترى أن هديلها أشجى من  الربابة .. 

النرجسية : أن يرى الحمارُ نهيقهُ صهيلا ً .. 

والضفدعةُ التي  تـحـسَـبُ نقيقها شدواً ..

هنا اعتمد الشاعر على رسم الجملة الغرائبية في عملية مقلوبة بأسلوب  مناهض على قولبة النص بمسارات تضادية اعتمد فيها الآثارة والمشاكسة حيث أعطى الشكل السيمائي المختلف المرتبط بسخرية القدر ..ضمن تصور دراماتيكي مثير للجدل .. ضمن نص ( نرجسية ) بإعطاء سمات متباعدة بين النهيق والصهيل و الشدو والنقيق ..بصورة ملفتة للنظر أراد فيها أن يعالج تلك الصورة الاختلافية فيما بين الصورتين ..     لكن ليس كل المتضادات متعارضة بشدة ، ولكن هناك بعض منها يكمل كل منهما الآخر ... مثال بين الاسود والابيض اذا يكونان مزيج رمادي وهكذا ....

النظرة التفاؤلية في بناء المعنى 

نص ٢ ..

لأنـنـي لا أصـلـحُ إلآ لـلـفـرح : 

فـسـأبـقـى مُـبـتـسـمـاً 

حـتـى لو الـتـفَّ   حَـبـلُ  الـنـارِ   حولَ عنقي  ..

فـالـنـخـلـةُ الـتـي خَـسـرتـهـا فـي  أمـسـي

سأجعلُ منها   الـشـراعَ الـذي سيـقـود سـفـيـنـةَ يـومـي

لأربـحَ بـسـتـانـاً شـاسـعـاً فـي غـدي ..

حينما كتب الشاعر نص ( تفاؤل) شعرت بأنه استطاع إعطاء المعنى الحقيقي إلى مريديه بصورة تنموية تعطي مفاهيم إنسانية واجتماعية تلقي بظلالها درسا تنمويا إنسانيا أراد فيه رسم المستقبل بشيء من الثقة المطلقة ودرسا إنسانيا ورسم صورة الفرح الغامر في شخصية تحمل كارزما جميلة ...

التفاؤل هو الصفة الجميلة التي تصل إلى القلوب بشكل عجيب وبناء  الامل والثقة والتوكل على إنجاز الثقة بالله وزرع عامل الإيجابية والابتعاد عن سواودية الاشياء فلا ترى الاشياء حين تكون دموعك حاجبة للنجوم  ..