إحياءً لِميتَتي الأَخيرة
عادل قاسم
أَشْحَذُ مِنَ الرصيفِ بكاءََهُ الأَسودَ، وألوذُ بِصمتِ السابلةِ، وهمُ يشاركونَني العَزاءَ، كُلَّما لَوَّحتُ بكفيَ المَقطوعِ للمُساقينَ إلى المَجهولِ، أُعلِّقُ التمائمَ على جِيدِ الغُروبِ وأَسكبُ ماتَبقَّى من الحُضورِ في نَهرِ الغِيابِ ، لاشيءَ يُغريني على البَقاءِ، ولمْ يَعدْ هناكَ ثمتُ ما أَفعْلهُ، لذا أتماهى مع غَيبتي الصُغرى في قاعِ الوحشةِ، مُتلمِّساً الطريقَ إلى الينابيعِ القديمةِ، مُكتفياَ بالمرورِ على صِراطِ النَدمِ حيثُ الخرائبُ التي خَلَّفَها المَغولُ حِينَ تَمسَّكوا بإلٰههِم
الذي يَحتذي الجَماجمَ، تُرى ما الذي يُمكنُ أََنْ يكونَ خَلفَ هذهِ الجبالِ التي تَعَرَّتْ وَجفَّتْ عُيونُها فلمْ يعدْ نهارُها مُبْصِراً؟ أقِفُ كالمُومياءِ مُلَوِّحاً بِقَميصي الذي قُدَّ مِنْ دُبرٍ، وَلِحيتي التي يداعبُها البعوضُ، أُصفِّقُ لأُؤلئكَ المُتجمهرينَ الذينَ يدورونَ حولي دونَما تَوقف، إحياءً