recent
أخبار ساخنة

امرُ وحيداً ... عباس خلف عباس

" أمرُ وحيدا "

بينَ الأطلالِ ..
تجدُني ..
عندَ ذلك الجدارْ ..
روحي معلقةٌ هناكْ 
عندَ أولِ زاويةٍ تعجُّ بالمعنى
ورائحة الخبزِ ، والذكريات ..
وظلُّ ذلكَ الجدارِ المتصدِعِ 
وهوَ يلفُظُ آخرَ حكاياتهِ ، بعدَ
أن هجرتْهُ الدروبْ ...
لينأى وحيداُ ..
.. تمرُهُ الطيورُ المهاجرةُ ،
والأرواحُ اللا ئِجَةُ بالفوضى ، لتَستريحْ ..
فهو ما عادَ يملكُ شيئاً ، 
سوى الوحدةِ والذكرياتْ ..
يُغَلِفُهُ الصمتُ .. وغَفَلُ السنين ..
.... أنفاسُهُمْ ، ضِحكاتُهُم ، 
أصواتُ دورانِ رُحاهُم ،
تَرُنُّ في أُذُني ..
أَتَلَفَتُ ، 
أَتَلَقَفُ الخيالَ المنسابَ 
من بينِ طاقيها الصَلِدَين ..
وحشْرجاتُ الحَبِّ .. 
وأملُ الصغارِ ، وأفواهَهُم 
الحالِمَة بالعَصيدِ ..
كلُّها تراءَتْ أمامَ عَيني ، وكأنها البارِحة ..
وصوتُ أبي ذلك الصوتُ المغموسُ بينَ ثنايا الطينِ
وثوبُ أمي المبلول بالماءِ ورذاذِ الدقيقِ ..
مُعَلقةٌ كلّها على ذلكَ الجدارِ 
السميكِ ، الأجرَدِ  
وقشاشات التبنِ ماتزالُ ممسكةٌ بتلابيبِ الماضي
وبقايا حُلمٍ لم يتحققْ ..
مَررتُ وحيداً ..
ومازالتِ الأطلالُ وروحي
تتماهى حدَّ التلاشي .
  .... الوصي ن 2019
google-playkhamsatmostaqltradent