" أمرُ وحيدا "
بينَ الأطلالِ ..
تجدُني ..
عندَ ذلك الجدارْ ..
روحي معلقةٌ هناكْ
عندَ أولِ زاويةٍ تعجُّ بالمعنى
ورائحة الخبزِ ، والذكريات ..
وظلُّ ذلكَ الجدارِ المتصدِعِ
وهوَ يلفُظُ آخرَ حكاياتهِ ، بعدَ
أن هجرتْهُ الدروبْ ...
لينأى وحيداُ ..
.. تمرُهُ الطيورُ المهاجرةُ ،
والأرواحُ اللا ئِجَةُ بالفوضى ، لتَستريحْ ..
فهو ما عادَ يملكُ شيئاً ،
سوى الوحدةِ والذكرياتْ ..
يُغَلِفُهُ الصمتُ .. وغَفَلُ السنين ..
.... أنفاسُهُمْ ، ضِحكاتُهُم ،
أصواتُ دورانِ رُحاهُم ،
تَرُنُّ في أُذُني ..
أَتَلَفَتُ ،
أَتَلَقَفُ الخيالَ المنسابَ
من بينِ طاقيها الصَلِدَين ..
وحشْرجاتُ الحَبِّ ..
وأملُ الصغارِ ، وأفواهَهُم
الحالِمَة بالعَصيدِ ..
كلُّها تراءَتْ أمامَ عَيني ، وكأنها البارِحة ..
وصوتُ أبي ذلك الصوتُ المغموسُ بينَ ثنايا الطينِ
وثوبُ أمي المبلول بالماءِ ورذاذِ الدقيقِ ..
مُعَلقةٌ كلّها على ذلكَ الجدارِ
السميكِ ، الأجرَدِ
وقشاشات التبنِ ماتزالُ ممسكةٌ بتلابيبِ الماضي
وبقايا حُلمٍ لم يتحققْ ..
مَررتُ وحيداً ..
ومازالتِ الأطلالُ وروحي
تتماهى حدَّ التلاشي .
.... الوصي ن 2019