* النص والخطاب
بإختصار ....
ظهر مصطلحا النص والخطاب بشكل متداخل ضمن ماظهر من ركام المصطلحات والمناهج النقدية الوافدة الى البنية الثقافية العربية من الٱخر الغربي تحديداً بعدّه منتجاً لها منذ منتصف القرن الماضي ولحد الٱن ، والتي شكلت تحدّيا معرفياً للنقد العربي ، لوضع مساهمة ايجابية تذكر ، لقد شاع استخدام مصطلحي النص والخطاب في الدراسات النقدية والبحثية العربية وفق مستويين ، الأول يُرادفُ بينهما فيستخدم كلاً منهما مكان الٱخر ، والثاني استخدام عشوائي لاينمّ عن معرفةٍ ودرايةٍ للفروق الكبيرة بينهما ، مما أضاعَ فرصة أمام المبدع والمتلقي على حدٍّ سواء لمعرفة حدود المصطلحين الدلالية ، فإذا كان النص وفق خاصيته التواصلية الملفوظة/المكتوبة/ المرئية / المسموعة ، هو مدونة كلامية لغوية تجاوزت فيما بعد إلى ساىر النصوص التي تمتلك خاصية تواصلية ، كنص الصورة ونص الجسد ونص الواقع ، فإن الخطاب هو حسب غرايس الدلالات غير الملفوظة بين مرسل ومرسل إليه ، وهذا يعني أن الخطاب كفعل أو حدث لغوي يضمر مضاميناً اجتماعية أو سياسية أو فكرية / أيديولوجية ، يراد منها توصيل موقف أو رؤية ما للمتلقي ، وهكذا كان الخطاب الكولينيالي/ الاستعماري الذي تحدث عنه ادورد سعيد في روايات القرن التاسع عشر التي تكرّس لمضامين استعمارية لشعوب الشرق المستعمَرةِ ، وفي هذه الحالة فإن الصفة البدئية للنصوص هي نصوص تحتمل التأويل أو الاستهلاك الدلالي المتواضع عليه ، لذا فإن كل خطاب هو نص وليس كل نص هو خطاب ، والجديد عندي هو أن الخطاب في الأصل إنما هو نصٌ وما أن يدخل في تفاعل قرائي يسهم المتلقي في إنتاج دلالته الثاوية في النص فإنه يتحول إلى خطاب ، فحين تشرعُ القراءة في تقصّي المضمر الثاوي في النص فإننا نتحدث عن خطاب ثقافي أو سردي أو شعري وماشاكل ذلك ، وإن كنا نتحدث. في منطقة المؤلف الدلالية الخاصة به _ وهو ماتتجه إليه الدراسات التي تتخذ المناهج النقدية الماقبل البنيوية ، واعني الانطباعية/ الاجتماعية/ النفسية/ التاريخية ، فإننا نتحدث عن نصٍ لا خطاب .
عبد علي حسن
6/5/2021