لأنكِ صحو العصافير على البراري ، ويقظة اللمعان على البلور .
لأنكِ تمطرين طفولة وموسيقى ،
طفولة وأنهار ، طفولة ويأس ، طفولة وحِيرة .
لأنكِ صباح يجذبُ إليه حنانَ العطور ،
ونكهة الأعياد .
لأنكِ وعيٌ بكر ، ونبوغ ٌ حار .
لأنكِ امرأة .
لأنكِ امرأة وامرأة اخرى ، وثالثة ورابعة .. حتى ينتهي العدّ ، ويتحوّلُ الكونُ إلى أصفار ..
لأنكِ ميادينٌ من النوم ، وشوارعٌ من الرغبة .
لأنكِ ذاهبة لأنكِ قادمة لأنكِ لابثة في مكانكِ ، لأنكِ متوارية ، لأنكِ شاخصة ، لأنكِ كلّ هذا ونقيضه ، لأن كلّ هذا لا يشبهكِ ، لأنكِ أنتِ ..
لأنكِ قوية كساق زهرة ،
لأنكِ مكسورة كريح .
لأنكِ تبتكرين الأعياد ، والشبابيك والمصابيح .
لأنكِ تشرقين على القلب من جهته العميقة .
لأنكِ تلاطفين المحزون ، وتلاعبين قلق العالم .
لأنكِ ناصعة اليقظة .
لأنكِ الجمرة ُ التي تأتي عارية لتطرد البرد .
لأنكِ الخيال ُ الذي يُفسدُ على الموت أعماله .
لأنكِ انشقاقُ الندى عن الماء .
لأنكِ سنوات من السنابل ،
وشعرُكِ قرونٌ من القمح .
لأنكِ عاصمةُ الدهشة ،
ووطنُ السائرين في نومهم .
لأنكِ قتيلة تقتلُ كلّ قتل ،
وتذرفُ الدموع على قاتليها .
لأنكِ مغفرة ٌ متاحة للجميع .
لأنكِ وردة ٌ هائمة ، وعاصفة ٌ من العطر تنهضُ من قدميكِ .
لأنكِ خاطفة كعمر .
لأنكِ أزلية كلحظة سُكر .
لأنكِ ذاهبة إلى قدميكِ وعائدة بمواكب من النسيم .
لأنكِ تجدلين من قبلاتكِ مجرة من النيازك ، وسلالا من النجوم ..