recent
أخبار ساخنة

الجنائز المعلقة ...علاء ناظم المالكي

#الجنائز_المعلقة

على خاصرةِ الكرسي المتحركِ
جثةٌ تبتسمُ في الفراغ ِ
عيونها تطفو في الضوءِ الأسيرِ المنبعثُ من شباكِ الوحدةِ
وعلى مضضٍ 
تبتلعُ ريقَها
 عند أنحاءِ ساعةِ الموعدِ المتأخرةِ جيل
الجدارُ الداكنُ في فمِها 
كتبتُ عليه ذكرياتِ السجينِ الأول
من ذاكرةِ تمثالِ الحريةِ
الجثةُ تتحركُ في المسافةِ التي تفصلها عن نفسِها
مورفين الوجعِ الأحمقِ 
يسري في عروقِ الأبجديةِ الكسلى
لا شيءَ ينبعثُ من جسدِ الرجالِ غير الشهوةِ
أو خيطُ سمومٍ يوصلُ أجسادنا ببعضها البعض
في الساعةِ الواحدةِ حزنا
تلك الجثةُ سهرتْ على فيلمٍ رومانسي
البطلُ في الفيلمِ يكافحُ من أجلِ حبيبتهِ المثلى
لكن الزمنَ الأغبرَ يثبتُ
أن الحبَّ جيفةٌ من سالفِ الأزمانِ
وبقى ذلك البطلُ الفضيُّ يكافحُ من أجلِ الحبِّ
نهضتْ تلك الجثةُ وهي تخطُ في غرفةِ الوجعِ قبلةً
نهضتْ دون أنْ تعلمَ أن الحياةَ مجردُ كذبةِ
في ذات الكرسيّ المتحركٍ 
الجثةُ أشارتْ بيدها المبتورةِ بعض طريقٍ
 نحو الديمقراطيةِ
فجأةً
تسقّطتْ تلك الجثةُ 
تحت نصبِ الحريةِ

علاء ناظم المالكي

العراق_البصرة
google-playkhamsatmostaqltradent