لَيل
يقظان الحسيني-العراق
كُلّما أوجع َ اللّيلُ لَيلي
أراني أعصرُ خمرةَ حُلمٍ
أُريدُ مَنفى لمنفى
قريةً صغيرةً خضراءَ
بها مقبرةٌ أكثر إخضراراً
قبورٌ دارسةٌ
وأسماءٌ على لِّحاءِ
أشجارٍ عَتيقةٍ
لا تُقَشّرها أزمنةُ ريحٍ عابثة
تشدّها عيونُ أصماغٍ دامعة
تَشتهي عَسَلاً
أشجارِ أبنوسٍ قديم
وصفصافٍ يُصَفّي الريح
يَحرسُها الحالمون
عن بُعدٍ وقُربٍ
تفيقُ العظامُ
على ما ادخرته من الكلام
لا يذرو غباراً
تَطَلّعَت شُرُفاتُها
وتَرَكَتهم
في أوهامِ أمجادهم
يخوضون و يَلعبون
يتنكرون
ولا يتنكرون
جبالٌ وأهوالٌ ثِقالٌ
لا رذاذ لها يَتَنَبأُ
بفواجعٍ تُفاجئُ إلتفاتاتنا
بضَرَباتِ ظهرٍ
بهزاتِ أرضٍ و روح
أكثر إخضراراً
لا تَرَفاً ولا جاهاً
تُريدُ
قريةً مورقةً
ومقبرةً مُزهِرةً
وحُلماً من حُلمهِ
لا يفيق ..