recent
أخبار ساخنة

الشاعرة ريما فاضل محفوض من سورياقصيدة النثر فضائي الجميل أعشق كتابتها كما أعشق قراءتها لدى الشعراء المبدعين حاورها: جلال طالب عبد حسون

الشاعرة ريما فاضل محفوض من سوريا
قصيدة النثر فضائي الجميل أعشق كتابتها كما أعشق قراءتها لدى الشعراء المبدعين
حاورها: جلال طالب عبد حسون

   كل شاعر أحاوره أجد في البحث عنه متعة تختلف عن الآخر، ولأن الغوص في القصائد والشعر ورموز الشعراء، بحد ذاته ثقافة من نوع خاص، أجد لكل أسم خصائصه التي تجعل منه ملاك أضافة الى الإنسانية التي يتحلى بها.
(ريما فاضل محفوض) الشاعرة العربية السورية جعلتني أتجول في مختلف الموضوعات الفريدة التي برأيي لم يتناولها أحد من الشعراء، وهي تتفرد بلمسة من اللغة القريبة من الإحساس المرهف الذي يدغدغ مشاعر القارئ من باب إنساني أو شيء لم أعرف ما هو، لكنه جميل حد الجمال المعنوي الذي يمنح القارئ نشوة الأمل وشعور بالطاقة الإيجابية. 

الاسم الكامل: ريما فاضل محفوض 
التولد والمدينة: مدينة سلمية/سورية –مواليد 1978 
السيرة العلمية: خريجة كلية الصيدلة -جامعة دمشق عام ٢٠٠٢
السيرة العملية: أمارس مهنة الصيدلة 
الدواوين والمؤلفات:
خمسة دواوين شعريّة:
ريتا -جسور متأرجحة-حلاوة الملح- توحّد مع القمر- ظلّان يشبهان وجهي..
إضافة إلى ديوان مترجم إلى الفارسية بعنوان صرخة في الأعماق. تمت تقدمته كهدية من قبل إدارة مهرجان السلام لقصيدة النثر العربية.
أيضاً هناك عدة مشاركات بمجموعات شعرية مشتركة مع شعراء من الوطن العربي.. 
هل تجد الشاعرة ريما محفوض بدا من مشاركة الشاعر في الأمسيات والندوات؟ ماهي انعكاساتها على الشاعر؟
برأيي المشاركة بالأمسيات تجعل القصيدة تكتمل فحين تصل إلى الجمهور تنضج حلقة الإحساس بشكل أوضح وأجمل وتخلق دافعاً إيجابياً لدى الشاعر بالاستمرار والتطور.. عدا أن هذا التماس بين الشاعر والمتلقّي يشعره بصدى كلماته ويشير إلى مواطن القوة والتأثير في القصيدة..
هل أنت مع النص القصير اليوم؟ وهل هو منتشر لسهولة تداوله؟ أم له فن خاص؟
أنا مع الإبداع أينما كان وبأيّ شكل. المسألة ليست في قصر النص أو طوله ..الأهم هو المضمون فماذا أفعل بنصٍ قصيرٍ إن لم يكن مكثّفاً ويخترق الروح والقلب بسرعة كالبرق !!
نعم التكثيف والإيجاز فنٌ بحد ذاته وربما ازداد انتشار النصوص القصيرة تبعاً لنمط التواصل الاجتماعي ومتطلبات الحياة السريعة.. بات الاختصار حلاً لتجنب الملل من ناحية ومن ناحية أخرى يمنح الشخص وقتاً لتصفح أكبر عدد من كتابات الأصدقاء..
هل أنت مع انفتاح الشاعر على المحيط العربي؟ وضرورة التواصل عربيا؟ وما تأثير ذلك على شعره؟
بالتأكيد أنا مع التواصل العربي واجتماع ثقافات متعددة في ذات الوقت والمكان. وهذا ما تقدمه المهرجانات التي تخلق جواً من الألفة الروحيّة والشعريّة بين المشاركين.. فاللغة ابنة بيئتها ولكلّ منطقة خصوصيتها وما تحمله من همومٍ ومتاعبٍ و آمالٍ وعاداتٍ و أحلامٍ و و و. .. وذلك يعني أننا أمام تجارب شعريّة مختلفة عن بعضها شكلاً ومضموناً..
لا بدّ أن يكون لهذه اللقاءات أثر إيجابي ومعرفي يظهر شعرياً أو بأيّ نمط أدبي آخر..
 ماذا عن ملتقى سلمية الثقافي؟
الملتقى الأحبّ إلى قلبي فهو يحمل اسم مدينتي.. قام بتأسيسه ثلاثة من أصدقائي وأنا معهم طبعاً.. كي نرتقي بالثقافة عبر منبرٍ يساهم في التعرف على المبدعين أكثر وتطورهم ودعم مسيرتهم الأدبيّة.. خصوصاً وأنّ مدينة سلمية تشتهر بتميّز مثقفيها وشعرائها.. عملنا في الملتقى يعتمد على النوع وليس على الكم.. هذه الانتقائيّة التي جعلت اسم الملتقى يزهر على مستوى سورية كلّها..
هل الشعر لديك موهبة وهواية؟ وماذا عن دراستك للصيدلة؟
الشعر كان أولاً ثم جاءت الصيدلة.. لقد بدأت الكتابة منذ عمر ١٤ عاماً وربما قد ورثت هذا المسّ الشعري من عائلتي حتى لبسني وبات جزءاً من روحي وحياتي..
الصيدلة هي مهنتي التي تمنحني فرصة ممارسة الإنسانية بأرقى أشكالها لأقف من خلالها إلى جانب المرضى وأساعدهم قدر استطاعتي.. ولقد كانت أمنيتي دراستها منذ طفولتي.. هي الحلم الذي سعيت فحققته الحمد لله..
"بعيداً عن الطب
وأكثر بعداً عن الدين
حبي لك"
ما مناسبة هذه القصيدة؟ وهل كتابتك للقصائد وفق سياق خاص؟ أقصد هل لقصائدك وقت معين؟
المناسبة أنّي أردت التعبير عن حبّي لا أكثر.. وليس لديّ أيّ نهجٍ يقيّد قصائدي.. أترك الكلمات لتحلّق بحريةٍ وكأنّها حمامٌ أبيضٌ يشبه ما تحمله روحي.. لا أكتب إلا ما أحسّ به وترغمني عليه مشاعري بقوتها وصخبها..
أين نوع من الشعر قريب اليك وتجدين فيه تجسيد لذاتك؟
قصيدة النثر فضائي الجميل أعشق كتابتها كما أعشق قراءتها لدى الشعراء المبدعين.. فهي تترك لي حرية التعبير بلا قيود وتمتاز بالرمزية وهي ما يجعل الشعر شهياً وجذاباً أكثر..
كيف ترين المشهد الشعري في سوريا؟ وفي العالم العربي؟
الأدب مرآة الواقع وللأسف واقع الحرب في سورية قد ولّد الكثير من الأحزان والدموع والخيبات ولا بدّ من وجود قليل من الأمل المحفوف بالانتظار.. هذا ما فجّر كثيراً من الطاقات الإبداعّية الكامنة إضافة إلى الأصوات الشعريّة القديرة.. لكن أيّاً يكن.. لا يوجد قصيدة على وجه الأرض تقدر أن تكفف دموع أمهات الشهداء أو أن تطعم يتيماً أو فقيراً أو تشتري بيتاً لمهجّر...!!
للأسف الوطن العربي يمرّ بمرحلة صعبة.. كلّ شعوبه لديها معاناة وقهر وتنتظر الفرج..
من هي الأسماء النسائية الشعرية التي أثرت في الشاعرة ريما فاضل؟
هناك كثير من الأسماء التي أحبّها وأتأثر إنسانيّاً بما تكتب سأذكر بعضاً منها على سبيل المثال لا الحصر.. مع حفظ الألقاب: ندى عادلة، عبير سلمان، لما القيم، حنان فرفور، أسيل سقلاوي، فوزية العكرمي، سالي كوسا، زينب حمادة ...والقائمة تطول  
ماذا عن الواقع الالكتروني في طرح مئات الأسماء الشعرية والكم الكبير من القصائد؟
هناك كثرة بل ازدحام في الواقع الالكتروني مع ذلك الوقت كفيل بغربلة الأعداد وانتقاء المبدعين.. فكلّ قصيدة تعبر عن شاعرها وما يحمله من إمكانيات وعمق وفي النهاية البقاء للأجمل!
ماذا عن وتريات قصيدة النثر؟ 
وتريات قصيدة النثر أو كما أسميها" بيتنا الدافئ" هذا الملتقى الرائع الذي يجمع أكبر عدد من شعراء الوطن العربي إضافة لتخصصه بقصيدة النثر هو بنظري من أهم المنابر الالكترونية التي ساهمت بتقريب المسافات والتمازج بين الثقافات والتعارف بين الشعراء وأتوقع له نجاحات قادمة تخدم قصيدة النثر وشعرائها..
هل أنت مع أن يروج الشاعر لنفسه؟ ولشعره؟
أنا مع الشاعر الذي يروّج له القراء وتخدمه قصيدته في التعبير عن نفسه دون أن يحتاج للترويج لنفسه وشعره.. حتى أنّ الشهرة التي تأتي على قدميها دون أن نستحضرها لها نكهة أجمل وتعطي ثقة أكبر بالنفس..
لما اشتهرت قصيدتك" سجاد ليس للبيع"
ربما لأنها تشبه ما يحسه كثير من السوريين.. ولماذا اشتهرت؟ عذرا هذا سؤال بحد ذاته يجيبك عليه من أحبّها وليس أنا.. أنا فقط يسعدني وصولها لقلوب وأرواح الكثيرين وهذا ما يشعرني بالرضا عما كتبت وعن قدرتي على بلورة إحساسي بكلمات تشبهه..
ماذا عن مجموعاتك الشعرية؟ ماذا يمثلن لك؟
سبق أن كتبت عناوين المجموعات. هذه القصائد هي عناوين لما أحمله من حزن وفرح وألم وانتظار وأمل. واعتبرها ظل آخر لروحي وما تحمله من مشاعر..

ياااااااا الله.. يارب الكون.. يا رافع السماء
ليتك ترفعنا جميعاً خمسين متراً فقط فوق أرض سورية..
نحن من سيخمد النيران...
ماذا عن سوريا؟ هل أثرت الحرب على القصائد والشعراء؟
الشاعر يعبّر عمّا يحسّ به من خلال القصائد فكيف لحرب بهذه القساوة أن تحرق أرواحنا دون أن ننثر رماد المعاناة في قصائدنا ونرفع الصلوات لله ونشعل الشموع وبخور الكلمات!!
هل تقرأ الشاعرة ريما محفوض لغيرها من الشعراء؟
*أقرأ طبعاً بكثير من الحبّ والمتعة..
كلّ ديوان يطبع لشاعر هو مصدر فرح لي وكلّ قصيدة مدهشة تجعلني أحلّق سعادةً وكأنني التي كتبتها.. أعشق الإبداع وأقدّره لدى الآخرين.. الحالة الشعرية بنظري لا تتوافق مع الأنانية والانعزال أو الغرور.. أقدّس العمل الجماعي واستحالة أن تتحول الثقافة إلى عمل فردي..

كيف تختارين عناوين قصائدك؟ وهل العنوان مهم في القصيدة؟
أختارها حسب إحساسي وما هو الأنسب للمضمون.. العنوان مهم جداً والأهم لديّ ألا يحرق شيئاً من دهشة القصيدة وبالأخص خاتمتها..
هل التواصل والعلاقات مع المحيط العربي والثقافي الإبداعي مهم للشاعر؟
*التواصل ضروري جداً وهذا للأسف ما حرمتنا إياه ظروف وباء كورونا وننتظر عودة الحياة الطبيعية والمهرجانات بأقرب وقت..
لأن أحد الأسئلة كان عن "سجاد ليس للبيع " يسعدني إرفاقها بهذا الحوار الراقي مع خالص شكري لحضرتك أستاذ جلال والشكر موصول لوتريات قصيدة النثر..
أتمنى لكم كل التوفيق والنجاح والأماني مرفقة بمحبتي لكم..
سجّاد.. ليس للبيع
..........................

* السجّاد أنواع.. نحن في سورية نمشي على قلوبنا..
وفي نهاية كلّ طريق هناك وجعٌ ينتظر كي نصافحه!!

* خرجت صباحاً وأنا أفرد سجّادةً من الابتسامات لأمشي عليها بأملٍ.. لولا أن طوابير الانتظار مزّقت سجّادتي بأحذية دموعها!!

* زرت بيوتاً كثيرة.. لم أخلع حذائي المثقل بطين الألم..
فكلّ البيوت كانت باردة.. وبلا سجاد!

* سرقت سجّادة صلاة لأختصر الطريق إلى الله..
فتساقطت منها أدعية مكسّرة..
نعم.. اسم سورية بقي ملتصقاً بالسجّادة ولم يصل إلى السماء!!

* كنت أعدّ سجّادة من الابتسامات لاستقبال نظراتك..
لولا أنّي تذكرت وجع البلاد فسالت على خديّ دموع سحبت سجادتي ولفتها بالصمت!

* حاولت مرّة أخرى.. فكرنفال نظراتك يليق به سجّادة ابتسامات كي يصبح الاستقبال أجمل ومزيناً بغمازتين!!

* فردت سجّادة ابتسامات لأستقبل نظراتك..
نظراتك السريعة التعثر بشفاهي..
جعلت سجّادتي تبدو قصيرة جداااااا أمام قبلتك!!

google-playkhamsatmostaqltradent