recent
أخبار ساخنة

المونتاج والابهار في الهايكو نصوص سنية بن عمار انموذج. علي القيسي

المونتاج والابهار في الهايكو نصوص سنية بن عمار انموذج

دائما نقول ان الهايكو هو نص عياني مشهد امامي انظر له لا ان اقع في دوامة التركيب اللغوي في النص بالتالي ضياع النص في تركيب المتلقي في الصور خصوصا بعد عمل مونتاج بصري من قبل الكاتب في نصه عبر انتقاله من مشهد الى آخر دون حساب للآنية العامة في النص . والزمكانية المفروض في النص سواء كان النص احادي او ثنائي المشهدية بالتالي تحول النص الى فذلكة الغاية منها الابهار فقط دون الالتزام قواعد وخصائص الهايكو 

من اشد الاضرار التي ممكن ان تلحق في نص الهايكو هي افتراض التضاد في النص وتعامل المخيلة في النص بشكل يجعل من النص مهما كان ترتيبه البنائي مشابه للهايكو فهو جد بعيد عن الهايكو خصوصا اعتماد أسلوب المطر مثلا والظمأ النارو الماء والكثير من من التضاد الذي هو نتاج المخيلة لدا الكاتب .. واللعب على وتر الاعجاب لدى المتلقي بهذه الثنائيات المستخدمة . 

هنا سأستعير بعض النصوص للكاتبة التونسية سنية بن عمار التي تمثل ما اود شرحه عن التضاد الذي يفتقر الى المنطقية في المشهد وتغليب المونتاج البصري (التخيلي) لدى الكاتبة 

شمس الخريف 
تحت الأشجار العارية 
بركة بلا بريق .

النص وان لم تحدد فيه طباق المشاهد فهو من مشهديتين (شمس الخريف ) مشهد خلفية و(بركة بلا بريق ) مشهد امامي .. وهنا الكاتبة اعتمد التضاد بوجود الشمس وعدم وجود البريق وهذا الفرض هو تخيلي بالطبع مهما حاولت من تخفيف وهج الشمس واضافة مونتاج الخريف على النص الا انه مركب فشل في ان يكون منطقي وزادت في تركيباتها الصورية على النص باستكمال مشهد الخريف بـ(الاشجار العارية ) لتثقل المشهد اكثر ومنتجة شكل الخريف الذي وضعته بالسطر الأول ككيغو من اجل مزيد من الابهار في النص .
مع ان كلمة الخريف دالة بشكل كافي على عري الأشجار في هذا الفصل . لكنها تعكزت على تراكم المشاهد وتزييفها في النص من اجل شد وابهار المتلقي وهذا جاء على حساب المنطقية في النص بالتالي خرج النص من كونه هايكو الى جنس اخر لعدم منطقيته وشدة التخيل فيه 

ولعل هذا النص لا يحتاج الى شرح المنطقية فيه لكني اعرج عليه لشدة المونتاج فيه فهو مشهد لم ولن يحدث خصوصا بعد تسمية الفاكهة بالسطر الأخير من النص وهذه التسمية المجازية أخرجت النص تماما من كينونته الى كينونة أخرى بعيدة جدا عن الهايكو 

فاكهةٌ مشتهاة
قبل موسم القطاف 
تفاحة الحب 

ان الافتراض من اهم أدوات المونتاج في الهايكو المركب وهو ان افترض ان الحجر جائع (انسنة) مثلا وهو ما يشد الذائقة العربية خصوصا اننا جبلنا على المجاز وبالتالي قد يلاقي استحسان البعض ذلك المجاز المفرط ما لم يتداركه الكاتب او ينتبه على ارثه في اللغة قبل الهايكو كون الهايكو هو مشهد نحاول في الابهار في البلاغة المشهدية دون البلاغة اللغوية (المجاز) وعلى سبيل المثال هذا النص 

خريف ماطر 
في الاصيص 
صبارة ظمأى

فاعجبها المشهد (الظمأى) راحت الى الاستقلاب في المشهد بصيغة أخرى اكثر ايغالا في محاولة الابهار والتخيل بمشهد قريب جدا 

نبتة الصبار 
من عطش الأصيص 
تنبت الازهار 

ما جعلت المسبب بالإنبات عطش الاصيص ان (فذلكة) مثل هذه قد يؤولها البعض الى المجتمع الخ الخ الخ وهذا الابهار المحصود على حساب منطقية النص بالتالي مع او تطبيق لخصائص الهايكو على كل النصوص التي ذكرتها تماما ستطوف على تلك الخصائص لأني سأتعاطف مع الاصيص بدل النبتة والصبارة التي لا علاقة لها بالخريف لا من بعيد ولا من قريب وتفاحة الحب التي مهما بحثت عنها عيانيا لن اجدها والبركة التي بلا بريق وهي تحت الشمس .

خلاصة القول 

الهايكو العربي المكتوب بهذا الكم من الخيال هو ليس هايكو انما أي شيء او أي تسمية فلا يمكن تحميل الهايكو كل هذه السيميائية المصنعة عبر المجاز (المونتاج والابهار )

google-playkhamsatmostaqltradent